«يا لبس مين يشتريك»، أصبحت هذه العبارة تجسد واقع الزى الواحاتى، فبعد أن كانت الواحات البحرية لها طابع خاص يميزها عن غيرها من المناطق فى الملبس والجانب الثقافى والغنائى، الآن تغير الوضع تماماً، وحل النقاب محل الزى الواحاتى وأصبح الزى الرسمى للسيدات والبنات بالمنطقة. قديماً كانت النساء يرتدين عباءة مطرزة بخيوط ملونة بالأحمر والأخضر والأصفر وهذه التطريزات يطلق عليها أسماء عديدة منها «مطور».. ولكن لكل قديم آثار وعلامات مميزة دائماً تذكر الناس بذكريات الماضى الجميل، فالحاجة آمنة هى الذكرى الوحيدة للزى الواحاتى التقليدي، فهى من أشهر النساء فى المنطقة واحترفت مهنة التطريز على العباءات منذ عشرات السنين. «التوب الواحاتى شغله مميز يختلف عن شغل سيوة وسيناء»، بهذه العبارة تبدأ الحاجة آمنة حديثها لنا، فأهم ما يميز التوب الواحاتى كثرة العملات المعدنية فيه والتى تظهر المكانة الاجتماعية للسيدة ومكانة العائلة التى تنتسب إليها فضلاً عن بساطة التطريز، مشيرة إلى أن الزى بات مقصورًا ارتداؤه على الأجانب الذين يزورون الواحة فى شهرى سبتمبر واكتوبر من كل عام. وأوضحت «آمنة» أنها تستخدم حالياً قماش الدكرون فى عمل التوب الواحاتي، بينما قديماً كانت بتشتغل من قماش «الستانية»، مبررة هذا الأمر:« أن الدكرون كويس لأن الإبرة تمشى فيه بسهولة» مشيرة إلى أن القطن متعب فى شغل الأبرة خاصةً أن الشغل الواحاتى فيه شغل وتطريز كتير على الصدر، أما التشكيلات التى على الجلباب كلها من خيوط الحرير والقطن، وألوانها هى الأحمر والأخضر والأصفر، وأكثر لون نستعمله هو اللون الأخضر. وتابعت :« الشغل بياخد فى إيدى حوالى شهر، ويصل سعره إلى 300 أو 400 جنيه للجلابية الواحدة، مؤكدة أن زمان كان الطلب على اللبس الواحاتى كتير، فكانت النساء يرتدين التوب فى الافراح وغيرها من المناسبات، أما الآن تغير الوضع ومن السنة للسنة: «لما نبيع توب أو اتنين للأجانب للتصوير به داخل الواحة».