رغم الإدانات الدولية والرفض العالمي لانتهاكات الكيان الصهويني في فلسطين وتحديدًا تجاه المسجد الأقصى، إلا أن إسرائيل لا تبالي بكل ذلك، حيث تتوالى تجاوزاتها يومًا تلو الآخر، فقامت مؤخرًا بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين ورفع العلم الإسرائيلى عليه. البداية كانت يوم الجمعة الماضية حين أغلقت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى لأسباب أمنية بعد مقتل شرطيين إسرائيليين على يد ثلاثة شبان فلسطينيين قرب المسجد الأقصى في نفس اليوم، وقتلهم الاحتلال فيما بعد بالرصاص. وأعادت السلطات الإسرائيلية فتح المسجد الأقصى، يوم الأحد الماضي مع وضع بوابات إلكترونية على مداخله، وهو ما يرفضه الفلسطينيون، ومن يومها وهم يؤدون صلاتهم خارج المسجد لرفضهم الدخول من خلالها. وبالأمس، أغلقت السلطات الإسرائيلية أغلقت البلدة القديمة والمسجد الأقصى أمام المصلين، ومن جهتها أصدرت دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية قرارًا بإغلاق جميع المساجد يوم الجمعة والتوجه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب المسجد الأقصى، رفضا للبوابات الإلكترونية التي ثبتت على أبوابه. وترصد "بوابة الوفد" أبرز تجاوزات الكيان الصهويني على المسجد الأقصى منذ الاحتلال وحتى الآن. بدأت اعتداءات إسرائيل على المسجد الأقصى في يونيو 1967، بعدما اقتحم "مورخاي جور"، أحد الجنرالات اليهود، وجنوده المسجد الأقصى، وقاموا برفع العلم الإسرئيلي عليه مع إغلاقه لأسبوع كامل ومنع المصليين دخوله. وفي 1969، أحرق الأسترالي مايكل روهان المسجد الأقصى وهو ما أدى إلى إحراق الجناح الشرقي من المسجد ومنبر صلاح الدين التاريخي، وفي 1981 تصدعت الأبنية الملاصقة للمسجد الأقصى بسبب الحفريات الإسرائيلية. وفي العام التالي، وتحديدًا في أبريل 1982، اقتحم الجندي هاري جولدمان، مسجد قبة الصخرة، وقتل اثنين من المصلين وأصاب أكثر من 60 فلسطينيا. وارتكبت إسرائيل في أغسطس 1990، مذبحة في المسجد الأقصى راح ضحيتها نحو 23 فلسطيني، وفي 1996 اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع الأقصى بعد فتح نفق تحت المسجد، وقتلت 3 من المصلين وأصابت أكثر من 100 فلسطيني. وفي سبتمبر 2000، اقتحم آرييل شارون المسجد الأقصى، ومعها اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي 2006 قامت إسرائيل بوضع صورة لمجسم الهيكل بدلًا من قبة الصخرة وفي خرائط البلدة القديمة، وقامت وزارة التربية والتعليم بتوزيعها. وفي عام 2007، اقتحمت قوات الاحتلال ساحة المسجد الأقصى، واصطدمت مع آلاف المصلين الفلسطينيين، وفي 2010، قامت قوات الاحتلال بدخول الساحات الخاصة بالمسجد وسيطرت عليها بالكامل، وأغلقت المسجد في وجه المصلين، وسمحت لليهود بالتجول فيها بحرية وأداء الطقوس الخاصة بهم. وتم الصاق صور العلم الاسرئيلي على حوائط المسجد الأقصى بعد أن اقتحمته، وأخرجت المصلين منه وذلك في 2011، كما قامت شرطة الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى والتجول في ساحاته، وإقامة شعائرها الدينية فيهم. ولم تتوقف تجاوزات الاحتلال الاسرائيلي ضد المسجد الأقصى، حيث قاموا في ليلة رأس السنة في 2012 باقتحام المسجد الأقصى، وتوالت الانتهاكات عندما اعتدى ضابط اسرائيلي على المشاركات في حلقات علم داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، وركله للقرآن الكريم بقدمه. وفي 29 يونيو الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى في وجه المصلين، من أجل حماية المستوطنين الذين اقتحموه من باب المغاربة.