تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم، إلى الأحداث الأخيرة في سوريا وبخاصة ما سمي بمجزرة حمص، وقال إن الجيش السوري "يذبح شعبه" وألمح إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد ليس لديه أية موانع لإلحاق الأذى بشعبه. وقال نتنياهو إنه "في الأيام الأخيرة تلقينا تذكيرا حيال المحيط الذي نعيش فيه، وسمعنا أقوال حاكم إيران بشأن القضاء على إسرائيل وشاهدنا الجيش السوري يذبح شعبه وأحداث دموية أخرى في منطقتنا". وأضاف ملمحا إلى الأسد أن "لا يوجد لدى زعماء معينين أية عوائق لإلحاق الأذى بشعبهم وجيرانهم". واعتبر أنه "في منطقة كهذه فإن الصمغ الوحيد الذي يضمن الوجود هو القوة ونحن ملزمون بمواصلة تطوير القوة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية الإسرائيلية وهذا ضمان وحيد لوجودنا ووجود السلام". ومن جانبه قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم "على كل إنسان التعبير عن قلقه العميق حيال المجزرة الدموية والتي لا يتصورها العقل في سوريا، والمجتمع الدولي يوجه امتحانا كبيرا". وندد شالوم باستخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو لمنع صدور قرار في مجلس الأمن الدولي أمس يدين سورية وقال ه "نأسف لأن روسيا والصين لم تنضما إلى القرار لأن سقوط سورية من شأنه أن يؤدي إلى سقوط إيران وسيطرة الغرب على كل النفط في الخليج". وتصف إسرائيل الأحداث في سورية في الفترة الأخيرة بأنها "حرب أهلية" وتتوقع تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي أن نهاية الرئيس السوري بشار الأسد لن تكون مثل نهاية العقيد الليبي معمر القذافي، وأن الأسد لن يقاتل حتى اللحظة الأخيرة وإنما سيبحث عن دولة يلجأ إليها، فيما قال عضو كنيست أن إسرائيل لا يمكنها البقاء غير مبالية حيال مجزرة حمص. ونقل موقع (واللا) الالكتروني الأحد عن مسئول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "الأسد لن يحارب حتى اللحظة الأخيرة وسوف يبحث عن دولة لجوء ينتقل إليها". وأشار المسئول الأمني إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي يتابع بقلق الأحداث في سورية "ويعي أنه في الأيام الأخيرة فر من معسكر الأسد عضو برلمان ورئيس إحدى القبائل الكبيرة ومئات الجنود والضباط المسلحين". وقال: "في البداية اهتزت الأرض عندما بدأت الصدامات بين الميليشيات والجيش السوري لكن الآن أصبحت الأرض تتحدث وتقول للأسد 'قرر'، قرر كيف تريد أن تنتهي، وهذه حرب أهلية وصلت إلى مشارف دمشق وهذا تطور هام للغاية". وأضاف أن "ما حدث (قبيل فجر) أمس في حمص يغير الوضع، فهذه لم تكن ضربة موجهة إلى المسلحين فقط، وإنما الأحداث في حمص تمنح دعما للمتمردين إضافة إلى أنها تشجع الأميركيين والأتراك وأوروبا على الاستمرار في الصراع" ضد النظام السوري. وقال موقع (واللا) الالكتروني إن التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن الأسد لن يستسلم للميليشيات المسلحة حتى اللحظة التي ستجري فيها معارك على مقربة منه، والتقديرات هي أن الأسد لا يعتزم أن ينهي حياته مثل القذافي وينوي الحصول على لجوء في إحدى الدول التي تدعمه اليوم، علما أن تقارير إسرائيلية تحدثت في الأسابيع الماضية عن احتمال لجوء الأسد إلى روسيا. ومن جانبه قال عضو الكنيست نحمان شاي من حزب كديما المعارض إنه "تجري في سورية إبادة شعب والشعب اليهودي مع تاريخه لا يمكنه البقاء غير مبال، وعلى إسرائيل أن تتخذ موقفا أخلاقيا والتنديد بما يحدث في سورية". وأضاف شاي، الذي تولى في الماضي منصب الناطق العسكري الإسرائيلي، أن "عدم قدرة المجتمع الدولي على العمل لا يعفي إسرائيل من القول بوضوح وحزم أنه لا يمكن تنفيذ عملية إبادة شعب في القرن ال21، ومن ينفذ إبادة كهذه يتحمل المسؤولية". ومن جهتها حاولت سفيرة إسرائيل في موسكو دوريت غولندر تفسير الموقف الروسي بعد استخدام روسيا حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي أمس لمنع صدور قرار يدين النظام السوري. وقالت غولندر "يوجد لروسيا مصالح والأمر يتعلق هنا بصفقات وشؤون اقتصادية وهذا هو الوضع حتى الآن، ونحن نشهد خطا روسيا معروفا لنا منذ عهد الاتحاد السوفييتي وهم مخلصون لهذا الخط، وهذا ليس شيئا جديدا". وأضافت "رأينا حدوث أمر كهذا في التاريخ، إذ أن أي زعيم عربي لا يتنحى عن مملكته لوحده، وروسيا تدعي أنها لا تؤيد الأسد وإنما تؤيد سورية، هذا هو ادعاؤها رغم أننا نشهد في الفترة الأخيرة أن الروس بدؤوا يحاذرون في صياغاتهم، لأنه من وجهة نظرهم لن يحدث في سورية ما حدث في اليمن" في إشارة إلى تنحي الرئيس علي عبد الله صالح.