سيطرت بطولة المقدم الشهيد أحمد منسي، على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ضرب مثالاً للبطولة والتضحية في حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف هجوم رفح أمس ونتج عنه استشهاد وإصابة 26 من رجال الجيش، ومقتل 40 تكفيرياً من العناصر الإرهابية. لم يستسلم المقدم الشهيد للهجوم الإرهابي لعناصر داعشية في سيناء، بل أصر على المقاومة حتى آخر نقطة دم ليعلن بكل قوة وجرأة وشجاعة الأخذ بالثأر لزملائه أو اللحاق بالشهادة، لينالها بكل شرف، ليلحق بقادة آخرين له استشهدوا منذ فترات، وكأنه على يقين بنيل الشهادة. ما نقوله ليس مجرد سرد، وإنما حقيقة واقعية كشفها التسجيل الصوتي لآخر لحظات المقدم الشهيد قبل استشهاده، نشرته صفحة اتحاد قبائل سيناء حيث تحدث عن العملية الإرهابية قائلاً «الله أكبر لكل رجال سيناء.. يمكن تكون دي آخر لحظات حياتي في الدنيا.. أنا لسه عايش ونحن الآن في هجوم الدواعش علينا في مربع البرث.. دخلوا علينا بكام عربية مفخخة وهدموا النقطة.. وأنا لسه عايش أنا و4 عساكر متمسكين بالأرض علشان خاطر زمايلنا الشهداء.. بسرعة يا رجال أي حد يعرف يوصل للعمليات يبلغهم يضربوا مدفعية.. مش هنسيب الأرض وعليها أي شهيد ولا مصاب، الله أكبر يا نجيب حقهم يا نموت زيهم.. ادعوا لنا يا جماعة». وأعاد المقدم الشهيد بتضحيته وشجاعته إلى الأذهان بطولة الشهيد البطل العقيد إبراهيم الرفاعي، قائد المجموعة 39 قتال أثناء حرب أكتوبر والمعروف ب«أسطورة الصاعقة»، حيث استشهد في 19 أكتوبر 1973 بعد خسائر فادحة في صفوف العدو، وإصراره على المقاومة وتحقيق النجاح حتى آخر قطرة دماء. والمقدم الشهيد من أبناء محافظة الشرقية، مواليد عام 1978، والتحق بالصاعقة المصرية فى أواخر التسعينيات، بعد تخرجه من الكلية الحربية دفعة 92، وتولى قيادة كتيبة 103 صاعقة، وتمتع بالكفاءة وحسن المعاملة خلال فترة عمله. وكان المقدم الشهيد قد كتب عبر صفحته الشخصية في 29 أكتوبر الماضي نعياً للعقيد رامي حسنين الذي استشهد في عملية إرهابية قائلاً «في ذمة الله أستاذي ومعلمي، اتعلمت على إيده كتير، شهيد بإذن الله العقيد رامي حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب». وفي الثامن من سبتمبر من نفس العام، كتب الشهيد منسي قصيدة يرثي فيها أحد زملائه الذي استشهد دفاعاً عن الوطن، قال فيها: يا قبوراً تنادي أسامينا ....... ويا موتاً يعرف كيف يصطفينا سطوة الموت لن تغير لقبنا... فنحن أحياء للشهادة سائلينا (ميت) لقب من هو دوننا ......... والشهيد اسم من بالروح يفدينا مهنتي الشرف والمجد أجنيه ............. وحب القلب للقلب يرضينا قد قضيت في الأمن عدد سنين ..... وكم قضينا عن الأرض مدافعينا وكم قضيت هروبا من الموت ........ وكم قضينا عن الموت باحثينا نبحث عن الموت أينما وجد ............ وفى الجنة مع إخوة سابقينا من كان بلا عقيدة فليغادر .............. حق عليك واسأل المقاتلينا الله أكبر للقلب طربا ....................... وذكر الله خير الحافظينا وأثبت الحادث الأخير رغم بشاعته مدى التضحيات التى يقدمها أبناء القوات المسلحة فى سيناء وأنهم مستعدون للتضحية بالغالى والنفيس من أجل مصر.