قال المهندس إبراهيم المعلم – رئيس مجلس إدارة دار الشروق ونائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين - إن التيار الإسلامي الذي حقق أغلبية في مجلس الشعب لم يهبط من المريخ وهو جزء أصيل من الشعب المصري. وأضاف المعلم ،اليوم الأربعاء، في لقاء مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة دريم، إنه لا يخشى نهائيا من صعود التيار الإسلامي، ولا يمكن أن يخاف الشعب من الإسلام والدين السمح الذي يشجع على التقدم والعدالة . وحول المخاوف على حرية الإبداع والتعبير، قال المعلم "لماذا أحكم على شئ لم يحدث وأخاف من العفريت قبل ظهوره، والاعتداءات على الحريات كانت تتم في العهود السابقة، والحرية الآن عنصر أساسي في الثورة لابد من الحفاظ عليها ". وأشار في اللقاء الذي أعدته الزميلة نجاح النوبي، إلى أن هناك مطالبة بحرية العدالة وكرامة الإنسان، ولا يمكن أن نقبل أن يقتل مواطنون ويسجنوا ويعذبوا وهناك من يطالب بحرية الإلحاد والجنس مثلما كان يحدث في العهد البائد . وأعرب المعلم عن تفاؤله بمجلس الشعب الجديد والانتخابات وإرادة الشعب التي أفرزته والتي يجب أن يضرب لها "تعظيم سلام"، مشيرًا إلى أن هناك تكاملا بين قوة الضغط في الشارع وقوة الضغط في البرلمان لبناء ديمقراطية جديدة بعد حكم ديكتاتوري طويل . وتوجه المعلم إلى أعضاء مجلس الشعب برسالة بأن هذا المجلس بات أمانة في أعناقهم وأن ضغط الشارع سوف يستمر عليهم وسيكون سندا لهم من أجل تحقيق أهداف الشعب، كما يجب التوقف عن الخناقات ودق الأسافين بين التيارين الليبرالي والإسلامي والتي تهدد سلامة الوطن. وتحدث إبراهيم المعلم عن إن ما تعيشه مصر هي ثورة كاملة ومستمرة بكل مفاهيم الثورة والتي أطلقت المارد المصري من القمقم، بعد أن كانت مصر تعيش حالة من الحزن والانكسار لغياب الحرية والديمقراطية وكرامة الوطن والمواطن كل الحقوق كانت معرضة للامتهان والتعذيب. وتابع بأنه كان هناك ثورة في نفوس الشباب المتصل بالعالم فتغذت عنده روح الثورة والكرامة والحرية، في الوقت الذي كان النظام السابق أصيب بالعجز والغرور وزادت عزلته وأصيب بتصلب الشرايين. وعن تأثير الإعلام في الثورة، قال المعلم إن هناك إعلاما حاول تشويه صورة الثوار والحقيقة وهو بذلك خان مصر رغم أنه من دم وفلوس هذا الشعب، فالإعلام الحكومي كان "معارض غير أمين" للثورة، ولا سبيل سوى تطهير الإعلام بشكل كامل حتى ينصلح حاله. ووصف المعلم محاولات تشويه الثوار بأنها "تشويه لسمعة مصر" سيدفع الجميع ثمنها غاليا وهي تآمر على الشعب وأزمته الاقتصادية. وقال المعلم إن تباهي الحكومة المصرية بدفع تعويضات للشهداء والمصابين "عيب" لأنها فلوس الشعب، وعيب أن نقبل أن تدفع دول أخرى فلوس علاج المصابين . وأيد المعلم وضع دستور جديد لمصر في وجود رئيس جديد منتخب ومجلس الشعب حتى يأخذ الدستور وقته في الكتابة، مؤكدًا أنه لا يوجد خلافات حقيقية بين القوى السياسية حول صياغة الدستور والمناقشات الآن تدور حول إختيار النظام الرئاسي أم البرلماني لمصر وأن هناك ميلا نحو النظام المختلط . وطالب المعلم بضرورة وضع عقيدة وفلسفة جديدة لجهاز الشرطة حتى لايقبل تزوير إرادة الشعب مثلما كان يحدث في النظام السابق، أو أن ينفذ أوامر ظالمة بضرب المتظاهرين. وشدد المعلم على أنه ليس ضد المجلس العسكري، والاختلاف معه يكون في الناحية السياسية، قائلا: "كل الاحترام والتقدير للجيش ولكن إذا أخطأ أحد لابد أن يحاسب". وردًا على سؤال حول متى تصل الثورة إلى العقول، أجاب المعلم بأنها وصلت بالفعل ولكن لعقول الجيل الجديد الأكثر شجاعة وعلم واتصالا بحركة العالم ويجب أن يأخذ هؤلاء الشباب فرصتهم وألا يكون كل المسئولين في الدولة في سن ال80، فهذا عناد للتاريخ. واستطرد المعلم بأن إصلاح الإقتصاد والتعليم والمجتمع بأكمله لن يتم إلا بالبناء على إرادة الشباب التي لا يمكن أن تخمد أو تباد وإلا ستقوم ثورة ثانية، متوجها للشباب بالقول "أنتم فخر مصر وأمل المستقبل، والجميع مدين لكم ويجب ألا تتوقفوا عن ثورتكم". شاهد الفيديو: