قال معارضون سوريون إن النظام السوري في الأيام الماضية، بات يتبع بشكل متزايد مع الشعب السوري، نفس الإستراتيجية العسكرية التي طبقتها العصابات الصهيونية مع الفلسطينيين، وذلك بهدف القضاء على حركة الاحتجاجات الشعبية المتنامية في المدن والبلدات والأرياف السورية. وأوضح هؤلاء أن الأسس العقائدية التي ترتكز عليها هذه الإستراتيجية والتي طبقت خلال ارتكاب عصابات "الهاجاناه" و"الارغون" و"البالماخ" و"شتيرن" للعديد من المجازر في الأربعينيات من القرن الماضي، هي عمليات العنف والإرهاب التي تلجأ إليها الآن قوات الأمن السورية وما يعرف ب"الشبيحة"، وفي مقدمتها استهداف النساء والأطفال وقتلهم في بيوتهم، بالإضافة إلى عزل المدن وتقسيم الأحياء، ووقف الخدمات الرئيسية عنها، كالماء والكهرباء والتموين والوقود، مشيرين إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت أعمال عنف دامية مروعة، ارتفعت حدتها بوتيرة عالية، وراح ضحيتها ثمانية أطفال من أسرة واحدة في حي كرم الزيتون بحمص لا يزيد أصغرهم عن ثمانية أشهر، وأربعة أطفال أشقاء في اللاذقية واثنين في ريف دمشق، خلال هجمات متفرقة لهذه القوات، استخدمت فيها قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، بينما قتل طفل آخر عندما سقطت قذيفة على منزله في بلدة القورية في ريف دير الزور. وذهب أحد المعارضين السوريين إلى وصف النظام السوري بأنه الأكثر دموية ووحشية في التاريخ لقتله ما يقارب من 500 طفل خلال عشرة أشهر منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف مارس الماضي، وأضاف: " أنهم يريدون أن يوجهوا رسالة إلى الشعب السوري مفادها " أن النظام باق وعلى المعارضين الهرب والرحيل إنقاذا لأرواحهم "، لافتا إلى أن الصهاينة عندما اقترفوا مجزرة دير ياسين بنوا عقيدتهم على الإيمان بالحقد الأعمى على العرب ونقض حقوقهم الطبيعية نقضا كاملا إلى درجة تصبح فيها جريمة إبادة الجنس العربي عملا مطلوبا بحد ذاته ". وقال أحد النشطاء لوكالة روتيرز إنه تم العثور على جثث 17 رجلا معتقلا ملقاة في شوارع مدينة حماة تحمل آثار طلق ناري في الرأس، مضيفا أن "أغلبهم اعدموا برصاصة واحدة في الرأس، وتركت السلاسل الحديدية التي جرى تكبيل سيقانهم بها كرسالة للناس للتوقف عن المقاومة"، وذكرت لجان التنسيق أن عدد الجثث المكتشفة لضحايا مجزرة الخميس الماضي قد ارتفع إلى 30 عُثر عليها في إحدى مزارع بلدة عسال الورد بريف دمشق. وتقول السيدة ريما صلاح نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في تصريح صحفي ل"الجزيرة نت": إن نحو 384 طفلاً قتلوا أثناء الأحداث، غالبيتهم من الذكور، وأن 380 طفلاً يقبعون في المعتقلات ويعانون من أوضاع نفسية حرجة، إضافة إلى أكثر من 900 مدرسة أحرقت و30 معلماً ومعلمة قتلوا"، في حين تشير أوساط المعارضة إلى أن عدد الأطفال والنساء الذين قتلوا خلال الأشهر الماضية يقارب من 500 طفل و300 امرأة. وتشير صفحات الثورة السورية إلى أن أكثر الجرائم فظاعة ومأساوية التي اقترفتها قوات الأمن والشبيحة بحق الأطفال السوريين، كانت تلك التي مورست بحق الطفل حمزة الخطيب (13 عاماً) من قرية الجيزة بمحافظة درعا، الذي تسلم أهله جثته مقطعة الأوصال، بعد اعتقاله وتعذيبه، فقد وجد رأسه متورما ومشوها، وكان جسده مليئا بآثار الضرب وإطفاء السجائر فيه، وتحطمت عظام ركبتيه وكسرت رقبته وفكاه وقطع عضوه الذكري، ليبرز بعد ذلك كرمز جديد للثورة السورية ويصبح أيقونتها التي أسقطت شرعية النظام، كما اشتهر منهم صديق حمزة، الطفل تامر الشرعي (15 عاما) الذي تسلمه أهله جثة مشوهة غارقة بالدماء، وعليها آثار التعذيب، وعفاف سراقبي الطفلة الرضيعة ذات الأربع أشهر الذي عذبت حتى الموت وسلمت إلى عمها، بالإضافة إلى عشرات الأطفال أبرزهم هاجر الخطيب وعلا الجبلاوي وإبراهيم الشيباني.. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية