عشت حياة قاسية منذ نعومة أظافرى لدرجة أننى كرهت أننى خُلقت أنثى، تمنيت كثيراً أن أكون ذكراً، فكرت كثيراً فى الانتحار لكنى أدركت عقوبته القاسية فتراجعت عن قرارى.. أدركت ضرورة الفرار من قسوة الأيام وأن أخلع زوجى بعد أن قام بإجبارى على الختان مرة أخرى لتشويهى لأنه عاجز جنسياً! بهذه الكلمات القاسية بدأت «فايزة» قصتها الغريبة على المجتمع المصرى، مستكملة كلامها قائلة: نشأت فى أسرة قاسية وفقيرة جداً كنا نقيم فى غرفتين، حياتنا البائسة زرعت فى قلوبهم حقداً وقسوة بالرغم من أننى كنت شقيقتهم الصغرى كنت أتعرض لأقسى أنواع التعذيب والضرب لدرجة أننى وافقت على ترك تعليمى فى سن 14 سنة، عشت فى خدمة أشقائى الذكور ووالدى رافعة شعار «السمع والطاعة» هرباً من الضرب على رأسى وجسدى الهزيل. مرت الأيام بى ثقيلة رضيت بنصيبى منهم حتى جاء اليوم الذى بدأ أشقائى فى التحرش بى ومحاولة هتك عرضى خاصة وهم تحت تأثير المواد المخدرة، حاولت الخلاص من حياتى فتناولت جرعات كبيرة من العقاقير فأصبت بحالة إعياء شديدة وتم نقلى إلى المستشفى وهناك أخبرت والدتى بما أتعرض له ولأول مرة أجدها تشعر بالخوف علىّ وتشاجرت مع أشقائى وطالبتهم الابتعاد عنى، لأول مرة شعرت براحة بسيطة، مرت الشهور بعد هذا الحادث وبدأ الخطّاب فى طرق بابنا شعرت من الوهلة الأولى أننى بذلك سأتخلص من الحياة القاسية التى عشتها وقررت الموافقة على أى شخص يرى أهلى أنه مناسب لى مهما كان. قالت «فايزة»: اعتقدت أن ضل راجل أرحم من العيش مع أهلى، لكن للأسف الحيطة وقعت فوق رأسى بعدما تبين أن جنة زوجى أبشع من نار أسرتى. وأضافت «فايزة» ابنة ال22 سنة: تقدم لى زوجى الحالى وكان صديقاً لأشقائى، اعتقدت أنه سيكون مختلفاً عنهم نظراً لمعاملته الرقيقة لى فى بادئ الأمر سعدت كثيراً بخطبتى له.. تزوجنا منذ أربع سنوات ومنذ اليوم الأول اكتشفت الكارثة التى هبطت على رأسى مرة أخرى، فزوجى عاجز جنسياً. قررت تحمله حتى لا أعود إلى بيت أهلى مرة أخرى وأعود إلى جحيم أشقائى وتحرشهم، عشت معه أياماً مليئة بالكآبة، أجبرنى زوجى على فض غشاء بكارتى بالطرق القديمة، ارتضيت حتى يهدأ من روعه ويشعر برجولته أمام أهلى وأهله، فى إحدى الأيام طلبت منه عرض نفسه على الأطباء المتخصصين فى حالته خاصة مع تقدم الطب مؤكدة له أننى سأعيش معه تحت أى ظرف وبدلاً من أن يشعر بالاطمئنان فوجئت بثورة غضب عارمة وقام بالتعدى علىّ بالضرب المبرح لدرجة أننى أصبت بحالة إغماء بعد أن قام بضرب رأسى فى الحائط عدة مرات وبدلاً من إسعافى أخبر أسرتى بالحضور لنقلى إلى المستشفى. حاولت والدتى كثيراً الوصول إلى حقيقة ما تعرضت إليه وأسبابه لكنى رفضت بشدة التحدث فى الأمر، حتى لا يشعر زوجى بالإحراج أمام أسرتى. تصورت أن زوجى سيحفظ لى الجميل بأننى حفظت على سره لكن بكل أسف فقد تعرضت لأقسى أنواع العذاب على يده لمدة أربع سنوات، عمر زواجى، تحملت طريقة زوجى الجاهل فى معاملتى وإجبارى على مخالفة الشرع لإرضائه حتى لا يشعر بعجزه الجنسى ومع ذلك كان يعنفنى ويتهمنى بأننى سأهرب وأخونه لعدم رجولته. وبالرغم من أننى أجريت عملية الختان عندما كان عمرى 7 سنوات إلا أن زوجى كان يرى أن ذلك غير كافٍ ويجب أن أخضع للختان الفرعونى، حتى يضمن - حسب قوله - الحفاظ على شرفه خاصة لأنه يسافر كثيراً ويتركنى بمفردى، وبالفعل أجريت العملية بواسطة داية جلبها من قرية مجاورة ودفع لها مبلغاً مالياً كبيراً واستخدمت شفرة حلاقة وبعدها عانيت الأمرين بسبب ذلك. وبالرغم من صبرى على العنف الذى أتعرض له إلا أنه استمر فى تعذيبى مما دفعنى للتفكير فى الانتحار للخلاص من القهر الذى أعيشه يومياً، وفى النهاية قررت الطلاق وقدمت طلب تسوية للخلع بمحكمة إمبابة حتى أنجو بما تبقى من آدميتى التى أهدرت على يد أسرتى وزوجى أملاً فى الحصول على حياة أفضل.