ينحاز الجمهور العربي دائماً إلى الأعمال الكوميديا بحثاً عن ابتسامة أو ضحكة من القلب تخفف عناء الحياة.. ويراهن الجمهور دائماً علي أسماء بعينها ولذا ينتظر أعمالهم بشغف شديد، وبعد مرور أسبوع من رمضان لم يستطع أي عمل كوميدي أن يسرق أو يستوقف انتباه الجمهور، الأمر الذي يؤكد ان الكوميديا تراجعت للخلف كثيراً، أبرز الأعمال الكوميدية التي يتابعها الجمهور «خلصانة بشياكة» بطولة أحمد مكي و«في اللا لالا ند» بطولة النجمة دنيا سمير غانم و«هربانة منها» للفنانة ياسمين عبدالعزيز ومسلسل «ريح المدام» الذي يضم مي عمر وأحمد فهمي وأكرم حسني. في الموضوع تحدث الناقد الفني نادر عدلي قائلاً: الجمهور أصيب بخيبة أمل كبيرة في الأعمال الكوميدية هذا العام والسبب الرئيسي في ظهورها بشكل سييء هو الاستسهال في تقديم الأعمال الفنية.. هذا العام ظهر أحمد مكي بشكل سييء جداً بالرغم من سخاء وثراء الانتاج.. أراد أحمد مكي أن يقدم فانتازيا مختلفة من خلال الاعتماد علي فكرة قديمة وهي الحرب بين الرجل والمرأة ولكن الاستسهال جعل المسلسل يبدو سخيفًا خاصة بعد أحداث الحلقة الرابعة ومن وجهة نظري اعتبر مسلسل «ريح المدام» أسوأ مسلسل في عام 2017 وياسمين عبدالعزيز تقليدية إلي حد كبير وأرى ان أزمة دنيا سمير غانم انها تظن انها فنانة استعراضية جعلها تستسهل في التمثيل ولذا جاء مسلسلها هذا العام ضعيفًا ومهلهلا بعيداً عن الاستسهال في أداء النجوم. من يتأمل كل الأعمال الكوميدية لا يجد قصة مثيرة في أي مسلسل ويجد أن أغلب نجوم مسرح مصر مشاركون فيها وكأنهم الضمانة الحقيقية لتحقيق الكوميديا ،الاهتمام بالفكرة أو الموضوع غائب تماماً في الأعمال الكوميديا التي تنافس الآن في ماراثون رمضان. الناقد طارق الشناوي علق علي الموضوع قائلاً: بالفعل كل الأعمال الكوميدية خالية من الفكرة البراقة وتعتمد بكل أسف علي الإفيه فقط بعد انتهاء الحلقة لا تجد أي شيء يستوقف المشاهد لأنها مجرد إفيهات أغلبها مكرر وعادي، هناك أزمة كبيرة في كتابة الأعمال الكوميدية ويوجد أيضاً استسهال من جانب النجوم ولذا أتصور ان الكوميديا غائبة هذا العام. ويرى فريق من الناس ان الأزمة ليست في النجوم الذين يستسهلون أو في عدم وجود انتعاش في مستوي الكتابة الكوميدية الأزمة في شركات الانتاج التي تجري وراء أسماء بعينها بحثاً عن التسويق. وفي السياق نفسه تحدث السيناريست بشير الديك قائلاً: لدينا كارثة تحكم الحركة الفنية في مصر وهي سيطرة الاعلان على التسويق، كل منتج يبحث عن الفنان الذي يضمن له تسويق العمل ولذا لن تجد منتجًا يبحث عن موضوع، صناعة الفن في مصر أصابها خلل كبير، شركة الانتاج تبحث عن النجم فقط.. والنجم هو الذي يختار المخرج وتلك كارثة كبيرة ولذا لا تندهش من تدهور مستوى الكوميديا، نجوم مسرح مصر موجودون في كل الأعمال بسبب نجاحهم مع أشرف عبدالباقي وربما يقدمون أدوارًا لا تناسبهم تماماً لكن هناك رغبة من شركات الانتاج في استثمار نجاحهم ولذا لا تشعر بوجودهم في رمضان.. يجب أن يكون الموضوع هو الأساس ويجب أن تعود كوميديا الموقف ونترفع عن كوميديا الإفيهات التي بلغت حد الابتذال والسخافة.