أكد الفنان هشام سليم أن تولي الإخوان المسلمين في هذه المرحلة للحكم أفضل ما حدث في مصر، وقال «منذ قيام الثورة وأنا علي يقين أن الإخوان المسلمين سيفوزون لأنهم الوحيدون الذين وقفوا بين الناس في الشارع منذ أكثر من 80 عاماً يخدمون الشعب، وهم منظمون حتي في تظاهرهم، لذلك فكان متوقع أن يكونوا هم الحزب الحاكم في المرحلة المقبلة. وأضاف أنا غير متخوف علي حرية الإبداع بسبب الإخوان المسلمين وأرفض هذا التخوف من الأساس، لأننا لم نر حكم الإخوان من قبل ولا نستطيع أن نحكم عليه، بالإضافة إلى أنهم جماعة مثقفة، وأنا أنتظر لأرى ما التغييرات التي من الممكن أن يحدثها الإخوان وسعيد أكثر بتصريحهم بالدخول إلي عالم الإنتاج الفني، فما الضرر أن يتم تقديم فن محترم في مصر بعيداً عن الابتذال، فعلي مدي 30 عاماً قدمت أعمالاً محترمة تليق بالفن المصري، ولكن قدمت أعمالاً كثيرة أخري مبتذلة، فإذا كانت الأيام القادمة ستشهد ميلاداً لأعمال محترمة فمرحباً بذلك، ومصر ليست في حاجة إلي النداء بحرية الإبداع من وجهة نظري، والفنانون ليسوا بحاجة للتعبير عنها ببساطة لأن الإبداع في مصر لا يمكن أن يمس من أي جهة سياسية طالما أنه فن غير مبتذل يحترم عقلية الجمهور، وأتوقع خلال الأيام القادمة أن أول مطالب الإخوان سيكون المحاكمة السياسية للرئيس المخلوع وأعوانه وإذا لم يحدث ذلك خلال أيام أعتقد أن البلد «سيحترق» لأنه لا يعقل أن يظل سير المحاكمة لكل المتهمين سنة كاملة ولا يؤخذ فيها حكم واحد، هذا يضع ألف تساؤل في المرحلة المقبلة. كما أكد سليم أن مصر تمر بمرحلة خطيرة، وهناك مخططات من الدول الخارجية هدفها الإيقاع بالدول المصرية، فنجد إسرائيل بدأت تتأهب للتلاعب في مصير مصر، وفي نفس الوقت الأمريكان يسعون لمساعدة إسرائيل، فمصر من جميع النواحي العربية والأوروبية أصبحت مطمعاً واضحاً للكل، ورغم ذلك التحديات التي تواجهها مصر من الداخل أقوي بكثير من تلك التي تواجهها من الخارج، ولا يمكن أن ننسبها إلي الأيادي الخفية لأنه ليس من الطبيعي أن كل ما يحدث في مصر منذ 30 عاماً نقول السبب مبهم والأيدي خفية، فنحن هنا نضحك علي أنفسنا لذلك أري أن الشعب المصري نفسه لابد أن يتغير وهذا هو التحدي الداخلي، فالشعب ظل 60 عاماً علي وتيرة واحدة يرضي بما يراه ويعاند معه مبارك وهم يوافقون فعندما يري أن الشعب أحب فرداً يبعده عن السلطة وعندما يشعر أن هناك فرداً منبوذاً من الجميع يوليه أرقي المناصب، فلا يعقل هنا أن يتغير الشعب بين يوم وليلة ويصبح من متلق إلي صاحب قرار فهذا غير معقول. لذلك فأنا أري أن ما تم زرعه طوال السنوات الماضية تم حصده الآن، فالثورة التي قام بها الشباب وضحوا بدمائهم وأنفسهم ركبها الآن الكبار وهذا يذكرني بالقسم الذي أقسمه كل الرؤساء الذين تولوا مصر وأقسموا علي حمايتها واحترام أهلها ونفذوا ما أقسموا عليه، وهذا ما أخاف عليه في الثورة أن يكون حاميها حراميها. وأرى أن الأيام القادمة لا ينفعها مليونية ولا حتي رئيس جمهورية ولا حكومة لكن الحل أن يركز كل إنسان في عمله، فالشعب الذي تعلم الرشوة والفساد والكذب وأصبحوا شهود علي هذا الفساد لن يصبح إنساناً محترماً ومثقفاً إلا إذا ركز في عمله فقط، لأنه لا يوجد ضامن في هذا البلد لسلطة، فالمجلس العسكري فشل في تولي زمام الأمور في عام كامل لأنه في الأساس تربية النظام القديم وأصبح مثل الشرطة ولا يمكن أن نعيب عليه فهم مثل الشعب، تربوا علي نظام معين لا يمكن تغييره بين ليلة وضحاها فعندما خطب مبارك وقال «أنا يالفوضي» كان يعلم ما يحدث في البلد، ولذلك يجب أن يستقيم الشعب ويركز في عمله فقط حتي تنهض هذه البلد فلنغير قانون العمل وقانون المرور ونغير القوانين مثلما يحدث في العالم بوضع دستور جديد للبلاد تسير عليه، ووضع أحكام رادعة لكل تجاوز حتي يتم إنقاذ مصر.