عرف المسلمون الرفق بالحيوان وطبقوه فى حياتهم فى وقت كانت تنتهك فيه حقوق الإنسان - فضلاً عن الحيوان. وكان للمسلمين السبق بعشرات القرون فى حين أنه لم يتنبه غيرهم لهذا الأمر إلا فى أزمنة متأخرة. ولم تقتصر النصوص الشرعية على الوصية بحيوان معين دون غيره، ولا على الوصية به فى وقت خاص، وإنما هى شاملة لكل الحيوانات غير المؤذية. وورد فى الحديث الشريف، قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: «اتقوا الله فى هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة». وعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عذبت امرأة فى هرة ربطتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هى أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض». وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش، فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بلغ هذا مثل الذى بلغ بى فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقِى، فسقى الكلب فشكر الله له، فغفر له»، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا فى البهائم أجراً؟ قال: «فى كل كبد رطبة أجر». وعن عائشة رضى الله عنها أنها ركبت بعيراً فكانت فيه صعوبة، فجعلت تردده، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك بالرفق».