أكدت صحيفة "حريت" التركية اليوم الجمعة أن أنقرة اتخذت خطوة مهمة في فترة توتر العلاقات خلال الآونة الأخيرة بين أنقرة وبغداد أو بالأحرى بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأنقرة. وقالت - في سياق تعليق لها حول توتر العلاقات بين البلدين - إن "التصريحات الاستفزازية بين أردوغان والمالكي في الآونة الأخيرة انتهت بتسليم سفراء كلا البلدين في أنقرة وبغداد مذكرات احتجاج ، والآن اتخذت أنقرة خطوة مهمة جدا بعد هذه التطورات السلبية من خلال توجيه الحكومة التركية دعوة رسمية إلى رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم لزيارة أنقرة ، حيث من المعلوم أن الحكيم أحد الزعماء الشيعة العراقيين مثل رئيس الوزراء العراقي المالكي". وأشارت إلى أن توتر العلاقات التركية - العراقية جاء بعد أن خطط المالكي لاعتقال الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي وبالتالي تصاعدت أصوات ردود فعل السياسيين الأتراك ، لافتة إلى أن دعوة الزعيم الشيعي عمار الحكيم إلى أنقرة رسالة مهمة للمالكي فحواها يتمثل أولا في ، أن تركيا -على عكس ما يقوله ويدعي به المالكي- ضد للسياسة الطائفية وأن أنقرة تعقد اجتماعات واستشارات مع جميع الأطراف في العراق. وأضافت الصحيفة "ثانيا أن استضافة الزعيم الشيعي عمار الحكيم من قبل رئيس الجمهورية التركية عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته داود أوغلو الذي التقى مع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في زيارته الأخيرة للعاصمة الإيرانية طهران هي خطوة لتعزيز فرضية أنقرة من أن المالكي لا يمثل كافة الشيعة العراقيين". وتابعت الصحيفة "ثالثا إن الخطة المرسومة من قبل أنقرة هي دفع المالكي للعزلة وإرغامه على التخلي عن السياسة الطائفية وتوجيهه لاحتضان كافة العراقيين دون التفرقة بالمذهب". وتساءلت الصحيفة في ختام تعليقها بقولها ، هل من الممكن لأنقرة أن تنجح بخطتها المرسومة ؟ انه أمر ضروري ، لأن العراق وحسب مقولة وزير الخارجية داود أوغلو اختبار لكامل منطقة الشرق الأوسط ، حيث أن الفشل بالعراق قد يكون عاملا مرشحا لهدم كافة أسس الربيع العربي.