تصاعدت أزمة صناعة الأحذية الجلدية مع قرب موسم عيد الفطر المبارك، وشهدت الأسواق ركودًا حادًا وتراجعًا في المبيعات تجاوزت نسبته 30٪ حسب تقدير غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات. وكشف جمال السمالوطي رئيس غرفة صناعة الجلود في تصريحات خاصة ل «الوفد» أن تراجع نسبة الذبائح بنحو40٪ خلال الشهور الأخيرة أدى الى انخفاض كبير في الجلود المعروضة، وقال ان سعر قدم الجلد الطبيعي ارتفع من 27 جنيهًا في شهر يناير الماضي الي نحو44 جنيهًا في الوقت الحالي بزيادة اقتربت من 60٪ واضاف أن متوسط سعر قطعة الجلد بالذبيحة الواحدة ارتفع الي نحو 900 جنيه. وأوضح أن تحرير سعر الصرف دفع معظم أصحاب المدابغ الي تصدير الجلود الخام الي الخارج وهو ما ساهم في اختفاء الجلد تماما من الأسواق واضطرار كثير من المصانع والورش الي التوقف التام عن الانتاج. وأشار «السمالوطي» الي أن عدد المنشآت الصناعية التي أغلقت أبوابها تماما بلغ في آخر احصاء قامت به الغرفة نحو خمسة آلاف منشأة. وقال ان الغرفة طالبت وزارة التجارة والصناعة عدة مرات بوضع نظام واضح يتيح توفير الجلد الخام والمدبوغ للمصانع المحلية الا أنه لم يتم حتي الآن التوصل الي حلول حقيقية. وأشار الي أنه تم تشكيل لجنة مشتركة بمشاركة أحمد شورت رئيس المجلس التصديري للجلود ومحمد حربي رئيس غرفة الدباغة لتنظيم توفير الجلد للمصانع مقابل تصدير حصة من الانتاج لكن عدم وجود فواتير شراء أدى الي استحالة تنفيذ الفكرة. وأوضح أنه يتم تصدير نحو 95٪ من اجمالي انتاج الجلود في مصر. وكشف رئيس الغرفة أن تصدير قدم الجلد يجلب لمصر دولارين بينما يحقق تصدير الحذاء المصنع نحو20 دولاراً وهو ما يعني أن القيمة المضافة تتحقق بشكل أفضل حال استخدام الجلود المحلية في المصانع وتصدير المنتج التام. واستبعد «السمالوطي» أن يشهد موسم عيد الفطر زيادة بمبيعات المنتجات الجلدية لانخفاض القوى الشرائية للمواطن المصري بشكل عام في ظل ارتفاع الأسعار موضحا أن مبيعات المنتجات الجلدية على رأسها الأحذية، تراجعت عن المستويات المعتادة خلال الأيام العشرة الأولي من شهر رمضان الجاري، بنسب تتراوح من30٪ الي 40٪. وحول نقل المدابغ الي مدينة الروبيكي والمنتظر ان يتم خلال اغسطس القادم قال رئيس الغرفة إن هناك انتكاسة كبيرة قادمة بعد نقل المدابغ متوقعا أن تستغني المدابغ نهائياً عن بيع أي جلد خام للمصانع المحلية. مصطفي عبيد