العلاقات القطرية - الإسرائيلية هي أخطر علاقات القرن العشرين والكثير من العرب يتهمون قطر وتحديداً قناة الجزيرة بلعب دور محوري لخدمة أهداف إسرائيل والولايات المتحدة بالإضرار بالأمن القومي العربي وتخريبه، حيث يعترف «ليئور بن دور» المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية أن هناك تعاوناً إعلامياً مهماً بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل في قناة الجزيرة التي تستضيف ليئور أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشاتها، بالإضافة إلى تقديم الخارجية الإسرائيلية التعاون اللازم الذي ترغب فيه القناة أو فريق مراسليها بإسرائيل، مؤكداً أن هناك تفاهماً استراتيجياً واسعاً بين الطرفين، وأن هناك الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إسرائيل وقطر في المنطقة. ويضيف «بن دور» أن هناك مسئولين إسرائيليين يسافرون إلى الدوحة لحضور عدد من المؤتمرات المختلفة، بالإضافة إلى وجود رجال أعمال إسرائيليين يسافرون أيضاً للدوحة لإبرام صفقات اقتصادية وما شابه ذلك. كما كشفت تسيبى ليفنى، رئيسة حزب الحركة الإسرائيلي عن قيام الدوحة بتمويل الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبحسب القناة الاسرائيلية الأولى قالت ليفني إن قطر قدمت مبلغ 3 ملايين دولار لدعم حملة نتنياهو الانتخابية، فيما حصل حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة حليف نتنياهو أفيجدور ليبرمان على مبلغ مليونين ونصف المليون دولار، وبحسب المصدر ذاته أكدت ليفني وجود علاقة صداقة حميمة تربطها بالشيخة موزة المسند زوجة أمير قطر السابق ووالدة الأمير «تميم». وكشف كتاب جديد بعنوان «قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شراً» يتناول حكاية تأسيس قناة الجزيرة القطرية والأهداف الغامضة لتلك القناة. ووفقاً ل «نيكولا بو وجاك ماري بورجيه» مؤلفي الكتاب وهما من أفضل صحفيي فرنسا في إجراء التحقيقات العميقة وكشف الخبايا والصفقات الدولية فإن إطلاق قناة الجزيرة كانت فكرة يهودية عمل على تنفيذها الأخوان ديفيد وجان فريدمان وهما يهوديان فرنسيان ومن خلال الأعضاء في منظمة الإيباك - لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية - تمكنا من إقناع أمير قطر بهذا الأمر، حيث وجد فيه فكرة مثالية تفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل. وقامت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عام 2008 بزيارة لقطر تستغرق ثلاثة أيام. وألقت الوزيرة ليفني الكلمة المركزية في منتدى الدوحة للديمقراطية والتطوير والتجارة الحرة. والتقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لينفي تلتقي في قطر برئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. التصوير: موشيه ميلنر GPO وكذلك مع وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي بن عبد الله، ويشار إلى أن هذا هو أول لقاء ثنائي علني يعقد بين الجانبين علماً بأن عُمان لا تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، وتجولت في عدد من المواقع الرسمية في قطر. وقد كسرت قطر وقناة الجزيرة الحصار الإعلامي الذي قام به العرب حول إسرائيل وغيّروا قواعد اللعبة وبعد أكثر من عشر سنوات من تأسيس القناة القطرية وأخواتها الفضائيات العربيات البائسات لم تعد القضية الفلسطينية هي الأولى والمصيرية والمقدسة لكل عربي ولا الصهاينة هم الأعداء، وكنت أجزم حين شاهدتها بأن فكرة إنشائها لم يأت بها العربان لأنهم بعيدون عن مراكز البحوث والدراسات، خاصة السيكولوجية والنفسية وعلوم الإعلام وصناعة الرأي العام ولأنهم لا ينظرون إلى المستقبل ولا يخططون له بل الغرب هو صاحبها، وأصبح المشاهد العربي يستقبل في بيته التطبيع العربي «الإسرائيلى»، وعدم الكره للعدو الصهيونى، والاستماع لوجهات النظر الإسرائيلية في الإعلام العربى، ومشاهدة رجال الساسة الإسرائيليين، وتقديم الديمقراطية الإسرائيلية، والحملات الانتخابية الاسرائيلية، لقد خدم العرب وبعض قنواتهم الإعلامية الصهيونية أكثر مما خدمها بعض الصهاينة أنفسهم، حتى وصل الأمر أن يقدم العربان رؤوس بعضهم هدايا لأعدائهم، وقريباً سيندمون حينما يكتشفون أن الأمر كان سراباً وستنتهي اللعبة. وتقوم قناة الجزيرة علناً بالتطبيع عبر استضافتها ساسة ومسئولين إسرائيليين يشاهدهم ملايين العرب، كما تقوم بتغطيات واسعة للحروب والكوارث الإسرائيلية ضد العرب ولكنها لا تقوم بالتغطيات الإعلامية بالزيارات المتبادلة بين الكيان ودولة قطر. وحينما زار بيريز قطر كانت قناة الجزيرة الفضائية إحدى محطاته كما نقل ناشطون ولكن لم تخرج الزيارة على شاشتها، وقيل إنه تفقد أقسامها وأجرت قناة الجزيرة الدولية مقابلة معه، وبثت صوراً عن الزيارة في 2007 عبر الإنترنت، وقد عرض ناشطون هذه الصورة لزيارة بيريز للقناة. وقناة الجزيرة كان لها دور خفي في تشكيل الرأي العام العربي وهو ما يعبر عنه بقتل عقيدة الحرب والعداء لإسرائيل في نفوس العرب وتحويل بوصلة العداء إلى ما تعاديه أمريكا وإسرائيل، وتمارسه القناة بخبث دون أن يعلم كثير من موظفيها وإعلامييها ذلك، وحذفت كثيراً من العروبيين واستبدلتهم بمذهبيين.