بدأت الانقلابات فى قطر 22 فبراير من عام 1972 عندما تولى الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى مقاليد الحكم، بعد قيامه بانقلاب أبيض على ابن عمه، الشيخ أحمد بن على آل ثانى، ليبدأ مسلسل الانقلابات فى هذه الدولة الصغيرة. عندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971، بدأت المشيخة تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثانى، الذى آثره أبوه بالإمارة بدلا من إعادته لابن أخيه خليفة بن حمد آل ثانى، حيث كان الشيخ حمد قد عين شقيقه على خلفا له، لأنه أصلح من ابنه، وبدوره ترك على الحكم لابنه أحمد، واكتفى بتعيين خليفة وليا للعهد. غير أن «خليفة» لم يقنع بذلك طويلا، وما لبث أن أطاح بابن عمه بانقلاب عسكرى، فى 22 فبراير 1972، ثم وطد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده، دون أن يعلم أن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب، من ابنه البكر حمد. استغل «حمد»، الأمير السابق لقطر، وجود والده فى أحد قصوره فى سويسرا، ليعلن نفسه أميرا للبلاد فى 27 يوليو 1995 بهدوء ودون قطرة دم واحدة، إذ نفى «حمد» والده، الذى سمع نبأ تنحيته عن العرش من نشرة الأخبار فى إحدى الإذاعات، وأقام فترة فى سوريا، قبل أن يسمح «حمد» له بالعودة إلى قطر عام 2004. وتم هذا الانقلاب بتخطيط من زوجة ابنه موزة ناصر المسند، التى دخلت إلى الأسرة الحاكمة كزوجة رابعة للشيخ حمد بن خليفة، والتى زوجها الشيخ «خليفة» لابنه لاحتواء طموحات خصمه ناصر المسند. وبعد تزايد نفوذ الشيخة موزة، حاول الشيخ فهد، نجل «حمد» الأكبر، المشاركة فى انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارا لجده وانتقاما من زوجة أبيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ «حمد»، ما دعا «حمد» لطرده من سلاح الدروع القطرى واتهامه بأنه إسلامى متطرف، ووضع الابن الثانى، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الإقامة الجبرية، وكان عزلهما بضغط من موزة لصالح ولديها «جاسم» و«تميم». وبالفعل فى أكتوبر عام 1996، جرى تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد، وهو الابن البكر للشيخة موزة، قبل التنازل فى 2003 ولأسباب غير معلومة لأخيه «تميم»، الذى ما لبث أن وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، وتبلورت سلطته أكثر مع إمساكه بملفى الدفاع والتسليح، ونيابة قيادة القوات المسلحة. وأعاد التاريخ نفسه، وفى يونيه 2013 انقلب الأمير «تميم» على أبيه «حمد»، وتسلم الحكم بطريقة ناعمة، حيث تمكن «تميم» بمساعدة والدته، الشيخة موزة، من تحقيق ما حققه والده من قبله، وبذات الطريقة.