لم يكن أحد يتوقع للشيخة موزة بنت ناصر المسند، التي دخلت القصر الملكي في الدوحة، كزوجة رابعة ل«حمد» نجل أمير قطر الأسبق خليفة آل ثاني، أن تكون هي محركة الأحداث الأولى في الدويلة الخليجية. كانت الشيخة موزة ضحية لصفقة سياسية، أبرمها أبيها الشيخ ناصر المسند، الذي كان أشد معارض قطري، مع الشيخ خليفة آل ثاني حاكم قطر الأسبق، وتزوجت بموجب الصفقه من نجل الأخير، لتتمتع بالسلطة والنفوذ، مقابل أن يتحول والدها من صفوف المعارضين إلى طابور المؤيدين والمباركين. الشيخ خليفة ولم يكن الشيخ خليفة يتخيل أن تصبح «موزة»، التي اختارها زوجة رابعة لنجله، هي الخنجر المسموم، الذي يطعنه في ظهره، فدفع طموح الزوجة، التي رفضت الحياة على الهامش، وقررت السيطرة على زوجها الشيخ حمد وأطاحت بزوجاته الأخريات وأولاده منهن، ولم يقف طموحها عند هذا الحد، بل دفعت "حمد" للانقلاب على أبيه حتى يخلو لهما الحكم ولأولادهما. بدأت حكاية الانقلاب في يونيو عام 1995، حين غادر الشيخ خليفة قطر لأوروبا في رحلة استجمام، ليفاجئ حمد الجميع، ويقطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد ويعرض من خلاله صورا لوجهاء المشيخة، وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقيل فيما بعد، إن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة. شقيق تميم لم يكن الشيخ خليفة وحدة ضحية طموح «موزة»، بل زاد الأمر ليصل للتنكيل بأبناء زوجها، من أجل عيون "تميم"، خاصة، أن له أخ أكبر هو فهد بن حمد، وكان أحق بولاية العهد، إلا أن «شيخة القصر»، قررت أن تمهد الطريق لإبنها، فبعد تزايد نفوذها، وانكشاف مخططها لتوريث تميم على حساب أشقاءه، حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارًا لجده وانتقامًا من زوجة أبيه، ولكنه فشل، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري وروّج لاتهامه بأنه إسلامي متطرف. كما وضع "حمد" الابن الثانى له الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية، وبحسب محللين مقربين من بلاط الحكم في قطر، كان عزلهما بضغط من "موزة" حتى تخلو الحياة السياسية في قطر لولديها جاسم وتميم. حمد وتميم كانت الشيخة موزة بمثابة «الدبة التي قتلت صاحبها»، وكان زوجها حمد ونجلها تميم، ضمن قائمة ضحايا طموحها السياسي، ففي أكتوبر عام 1996 تم تعيين جاسم بن حمد وليًا للعهد، وهو الابن البكر للشيخة موزة، متخطيا أبناء حمد من زوجاته الأخريات، إلا أنه تنازل عن ولاية العهد في عام 2003 لشقيقه "تميم بن حمد". ومهّد طموح "الشيخة" إلى انقلاب جديد غير معلن في قطر، بعدما تنازل حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لنجله تميم في 25 يونيو 2013، وحسب المحللين، تحكمت موزة في سياسة نجلها، لاسيما وأنها كانت ترى أن قطر التي لا تتعدى مساحتها 11 ألف كيلو متر، ولا يزيد سكانها عن مليون ونصف أغلبهم غير قطريين، لا تتناسب مع طموحها، فدفعت البلاد لدعم جماعات العنف، والتدخل في شئون بلدان الجوار، حتى يكون لها نفوذا اقليميا وعالميا، ما نتج عنه أزمة حادة وقع فيها نجلها المدلل بعد مقاطعة مصر ودول الخليج الداعية لمحاربة الإرهاب للدوحة. حمد بن جاسم ضحية أخرى من ضحايا سيدة القصر، هو الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر، ووزير خارجيتها السابق، والذي كان يحظى بشعبية هائلة في البلاد، ودور سياسي بارز، إلا أن "موزة"، خشت من تأثير نفوذه وثقله السياسي على حكم نجلها تميم، فتمت إقالته فور تولي تميم بن حمد حكم البلاد، إلا أنه عاد للواجهة مؤخرا، بعد ظهوره في وسائل الإعلام مدافعا عن السياسات القطرية، بعد لجوء العائلة الحاكمة إليه لمساندتهم ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.