تعتبر موزة المسند المرأة الوحيدة في العالم التي دبرت ونفذت انقلابين علي نظام الحكم في بلادها ولم يطالب أحد بمحاكمتها أو تصفها وسائل الإعلام بالإنقلابية . ففي منتصف يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من يونيو عام 1995، قادت موزة الإنقلاب الأول في تاريخها عندما حرضت زوجها علي حمد علي الإنقلاب علي والده الشيخ خليفة الذي كان قد غادر قطر إلى أوربا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى أوربا، ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة كان الأخير، وأن الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم. قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض التليفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقيل فيما بعد، إن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة. لم تكتف موزة بتحريض زوجها علي الإنقلاب بل أنها استطاعت أن تحمي انقلابها من الإنقلاب عليه ، فبعد تزايد نفوذ الشيخة موزة حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارًا لجده وانتقاما من زوجة أبيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد مما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بالإسلامي المتطرف، وتم وضع الابن الثانى الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية، وكان عزلهما بضغط من "موزة" حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو. وفي 25 يونيو 2013 قادت موزة الإنقلاب الثاني في تاريخها عندما أجبرت زوجها حمد بن خليفة علي التنازل عن السلطة وتسليم الحكم لإبنه تميم ذو الثلاث وثلاثون عاما في سابقة هي الأولي من نوعها في دولة عربية . لقد تمكنت موزة المسند منذ دخولها قصر الحكم بقطر من السيطرة علي القصر بكل ما فيه فاستطاعت أن تجعل نفسها السيدة الاولي رغم أنها رابعة زوجات الأمير السابق ولكنها استطاعت بحنكة ومكر ودهاء السيطرة الشيخ حمد والاطاحةت بزوجاته الأخريات وأولاده منهن . الغريب أن موزة كانت نفسها ضحية لصفقة مالية وسياسية بين أبيها ناصر المسند- المعارض القطري- والشيخ خليفة، فقد كان ناصر المسند من أهم المعارضين للحكم، وتزويج ابنته- موزة- من ابن الحاكم- تم عبر صفقة سياسية تخلى بموجبها المعارض عن معارضته مقابل نفوذ ابنته داخل القصر الملكي، ولم يكن الشيخ خليفة نفسه يتوقع أن يتطور الأمر لدرجة تصبح فيها العروس- ضحية الصفقة- هي الحاكم الفعلي في قطر والعقل المدبر لعملية انقلاب أبيض أطاح بالشيخ خليفة نفسه ووصل بزوجها للحكم ولم تلبث أن انقلبت علي زوجها الذي أسلمها لجامه وأزاحته عن السلطة ووضعت ابنها مكانه. أفعال موزة وتاريخها منذ دخولها القصر بقطر تكشف عن سيدة خارقة فالواقع يؤكد أنها الحاكم الفعلي لقطر وكل من جلس علي كرسي السلطة في وجودها ما هو الإ مجرد قطعة شطرنج تحركها كيفما تشاء ، فهي مندوبة أمريكا في حكم قطر ، وهي الداعمة لكل الأزمات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية ، كما أنها من أجبرت ابنها علي عدم الإلتزام بالإتفاق الذي تم توقيعه مع دول الخليج لوقف التدخل في شئون مصر وهو ما ردت عليه السعودية والبحرين والإمارات بسحب سفراءهم من قطر . أعتقد أن أعداء موزة داخل قطر أكثر منهم خارجها فيكفيها نساء زوجها حمد الذي من المؤكد أن بداخلهن طاقة غضب من تلك المرأة التي استولت علي زوجهم وأقصت أبناءهم وحرمتهم من حقوقهم في السلطة ، مصير موزة حال سقوط نظام الحكم بقطر لن يختلف عن مصير شجرة الدر بمصر فعندما تقع الأميرة لن تجد من يحنو عليها سوي شباشب النساء وكفي بذلك حنية .