تحتفل مصر اليوم الاثنين بذكرى انتصار العاشر من رمضان وتحرير سيناء التي أصبحت نموذجًا مهمًا يجسد دعوة مصر للسلام لدول العالم كافة، بعدما دارت على أرضها أعنف المعارك والحروب وباتت رمزًا ونداءً ودليلًا على ثمار السلام وتجسيدًا لانتصار إرادة السلام على آلة الحرب. أكد اللواء محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيماوية السابق ومستشار كلية القادة والأركان، أن انتصار العاشر من رمضان، هو الوسام الذي يتحلى به صدر كل مصري وعربي، بعد استرداد مصر والعرب ثقتهم في أنفسهم، وقدراتهم القوية، مطالبًا المصريين بالفخر بقواتهم المسلحة التي ظلت على الدوام قوية تدافع بصلابة عن أرض الوطن. وأضاف أن جميع الدول العربية كان لها دور بارز فى انتصار العاشر من رمضان، وكان هناك تعاون عربي لا ينسى مع بلاده في تلك الحرب، مشيرًا إلى أنه لولا تعاون الدول العربية فى حرب 73 ما كان تحقق هذا النصر العظيم الذي حققه الجيش المصري. وأوضح رئيس أركان الحرب الكيماوية السابق، فى حوار ل "للوفد" أن هزيمة 67 والتي تحل ذكراها اليوم 5 يونية، كانت هزيمة خاطفة، وكان الجيش المصري ضحية لحرب 67 بسبب عدم الاستعداد الجيد لتلك الحرب، ولكنها مثلت لحظة مهمة في حياة العسكرية المصرية، وكانت سببًا مباشرًا في ميلاد جديد للجيش المصري، الذي استطاع بعدها إدارة معركة عسكرية ناحجة متمثلة في انتصار حرب العاشر من رمضان. وأوضح مستشار كلية القادة والأركان، كان يشغل وقت الحرب منصب رئيس الحرب الكيميائية ، التى كان لها دور كبير في إعداد القوات المسلحة للعمل تحت ظروف استخدام العدو لأسلحة التدمير الشامل بالأضافة إلى تدمير النقط القوية باستخدام قاذفات اللهب الخفيفة، مؤكدًا أن الجيش استطاع أن يقتحم قناة السويس ضمن موجات العبور الأولى ومهاجمة النقاط القوية باستخدام قاذفات اللهب الخفيفة، وأيضًا تعمية النقط القوية للعدو باستخدام صواريخ دخان، مضيفًا أنه كانت هناك مشكلة تتمثل في المانع الحارق الذي أنشأه العدوعلى قناة السويس وكانت درجة الحرارة تصل إلى 700درجة مئوية وارتفاع اللهب إلى 15 مترًا ولكن تم التغلب عليه بقفل الفتحات التي تصب المواد الحارقة للقناة أثناء وقبل العبور مما أدى إلى عدم تأثر القوات المصرية بمثل هذا الحارق. ويشير "الشهاوي" إلى أن الضربة الجوية كانت مفتاح النصر في حرب العاشر من رمضان، كما أن حائط الصواريخ كان سببًا فى تدمير طيران العدو، مؤكدًا أن التخطيط لحرب أكتوبر والتدريب كان مصريًا، مؤكدًا أنه هناك عبقرية فى اختيار ساعة الصفر في حرب أكتوبر من حيث اختيار العام وهو عام 73 نظرًا لوصول معلومات تفصيلية للقيادة المصرية عن قيام إسرائيل عقد صفقات أسلحة متقدمة سوف تصل إليها في عام 74. كما أن شهر أكتوبر مزدحمًا بثلاثة أعياد يهودية يحرم العمل على المتدينين فى إسرائيل فى ذلك الشهر، كما أن شهر أكتوبر كان يوافق شهر رمضان والذي له مكانة روحية لدى المصريين، كما أن شهر رمضان كان معروفًا لدى اسرائيل بأنه شهر الكسل لدى المصريين. وأكد رئيس أركان الحرب الكيماوية السابق، أن من أهم سمات اختيار ساعة الصفر هو أن شهر رمضان كان يسمح طوال فترة الليل للقوات بالتجهيز الهندسي ومقاتلة العدو بعد عبور القناة طوال الليل، وووقع اختيار ساعة الصفر كذلك قبل دخول الشتاء وظهور الثلج في سوريا، كما أن اختيار يوم الساس من أكتوبر جاء سبب وجود فرق فى منسوب مياه القناة فى المد والجزر مما يسهل مهمة العبور بالقوارب ، كما أن اختيار الساعة الثانية ظهرًا جاءت لكون أن الشمس تكون خلف قوات الجيش المصري وتكون أمام تيار العدو مما يعوق رؤيته للقوات المصرية فى الضفة الغربية للقناة ولتحقيق عنصر المفاجأة، حيث إن الجيوش اعتادت بدأ الهجوم مع أول ضوء وآخر ضوء. وأوضح أن مصر استطاعت تحرير سيناء التي احتلت67 بكل وسائل النضال والكفاح المسلح في حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر المجيدة ، وكذلك بالعمل السياسي والدبلوماسي الذي بدأ من المفاوضات الشاقة ومباحثات كامب ديفيد وتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 79 وتحرير سيناء فى 25 إبريل عام 82 ثم طابا بالتحكيم الدولي في 19 مارس في 89، مؤكدًا أن سيناء لها مكانة في قلب كل مصري مكانة صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور فهى سبيل تحصين الدفاع الأول عن أمن واستقرار مصر، مشيرًا إلى أن تحرير وتنمية سيناء تحكي للمصرريين عبر التاريخ أهمية وإصرار تمسك أبناء مصر بالحدود السياسية وعدم التفريط في شبر واحد من تراب مصر. وعن دور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قال هو من اختاره الرئيس جمال عبدالناصر لإعداد القوات الجوية وتدريب الطيارين المصريين وإعادة بناء القوات الجوية والتي كان لها الفضل فى انتصار القوات المصرية من خلال الضربة التي كانت بقوة 200طائرة من 24 قاعدة ومطار في وقت واحد، فى الساعة الثانية كانت فوق تدك حصون العدو وأصابت أهدافها داخل العمق الإسرائيلى، أما موقفه في الوقت الحالي ، أكد أن الشعب المصري هو صاحب الرؤية.