"الوفد" تعيش 90 دقيقة من العقبة الأردنية إلى نويبع المصرية داخل الباخرة آيلة

بدأت "الوفد" الرحلة بالصعود إلى الباخرة "آيلة" وهي إحدى أسطول الجسر العربي المملوكة لثلاث دول مصر والأردن والعراق.
العبارة ضخمة تحتوي على 1500 مقعد بالإضافة إلى أربع أماكن. V I p بخلاف سطح العبارة وفي أسفل العبارة أماكن تتسع 60 حافلة ركاب و100 سيارة ملاكي بالإضافة إلى أماكن تتسع لعفش وامتعة الركاب القادمين من السعودية والدول العربية.
بدأت العبارة في الإبحار بعد التأكد من ختم جوازات السفر والتأكد من التأشيرات وشهادات السماح بابحار العبارة وسترات النجاة والتأكد من عدم وجود أي مواد قابلة للاشتعال مع الركاب.
بدأ القبطان في إصدار التعليمات والمحظورات خلال رحلة الإبحار.
تجولت "الوفد" داخل العبارة بين الركاب وداخل الكافتريا والمطعم، وداخل صالة الركاب هناك أكثر من شاشة تليفزيونية بالاضافة إلى السوق الحرة وأماكن لتغيير العملة عن طريق مكتب صرافة .
الباخرة آيلة تبحر وبدأت تبعد عن ميناء العقبة وبدأت تظهر أضواء مدينة إيلات الإسرائيلية وتبدو في شكل رائع بسبب ابهار الإضاءة وما زالت العبارة تبحر حتى ظهرت على الجانب الآخر الحدود السعودية والإضاءة ولافتة كبيرة مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وتستغرق الرحلة 90 دقيقة من العقبة إلى نويبع، وفي البداية التقت "الوفد" طاقم العبارة "آيلة" داخل كابينة القيادة التي تضم أكثر من فرد كل واحد له مهمته في العمل، وكانت الكابينة عبارة عن أجهزة حديثة وشاشات، وكل جهاز له عمله، الحياة داخل الكابينة شيء ممتع في ضوء النهار، ومخيف في الليل لأن الأماكن حولك سواد كالح وأنت وسط مياه البحر الأحمر
وأكد الكابتن خالد نجيب، قبطان العبّارة "آيلة" إحدى عبّارات الشركة العاملة على خط "نويبع– العقبة"، أن عدد الركاب الذين تنقلهم الشركة يوميا لا يتعدى ألف راكب فى أفضل الأحوال بعدما كان يصل إلى 15 و20 ألف راكب يوميا قبل عام 2011، مشيرا إلى أن أحيانا كثيرة تبحر العبّارات وعليها 150 راكبا فقط رغم أن حمولتها تتعدى الألف راكب، ومن أجل جلب تكلفة تشغيل رحلة العبّارة فقط يجب ألا يقل عدد ركاب الرحلة الواحدة عن 300 راكب.
وأضاف القبطان أحمد الخربطلي أن قيادة الباخرة أصعب من قيادة الطائرة, فقائد الطائرة يطير بسرعة عالية الا ان امكانية المناورة ستكون أسهل منها بالنسبة للباخرة، حيث إن الباخرة مقارنة بالطائرة تعتبر بطيئة إلا أن أي خطأ بالتقدير سيتتطلب وقت لتصحيحه او قد لا يتمكن القبطان من التصحيح, و بالتالي المناورة بالباخرة ستكون اصعب بكثير, و ستحتاج الى مهارات ملاحية و قدرات عالية.
بالنسبة للرواتب, اعتقد ان راتب قبطان الباخرة ذو الخبرة اكبر من راتب الطيار ذو الخبرة, خصوصا لو كان قبطان سفينة شحن او ناقلة بترول, طبعا الاسباب عدة منها ان القبطان سيكون على رأس عمله في سفينة الشحن لمدة قد تصل الى ستة شهور, سيكون مسؤول عن حمولة ضخمة من البضائع او الركاب.
وكشف المهندس نسيم أبو شقرة، مدير العمليات بشركة الجسر العربى للملاحة، اللجوء إلى تخفيض تذاكر الشركة وتقديم عروض مخفضة لنقل الركاب لمحاولة جذب الركاب وتشجيعهم على التنقل عبر الخط الملاحى العقبة- نويبع، لافتا إلى إبرام الشركة اتفاقيات مع شركات النقل السعودية لنقل الركاب القادمين من السعودية سواء كان عمال مصريين أو غيرهم مقابل 45 دولارًا لتذكرة الذهاب بدلاً من 75، و80 دولار لتذكرة الذهاب والعودة بدلا من 142 دولار.
وأشار أبو شقرة إلى الاتفاق على نقل الركاب القادمين من السعودية عبر أتوبيسات شركات النقل السعودية من خلال منفذ "الدرة" الأردنى، ليتم نقلها إلى ميناء العقبة الأردنى، ومنه يستقل هؤلاء الركاب عبّارات إلى ميناء نويبع المصرى، حيث يتم نقلهم عبر أتوبيسات شركة شرق الدلتا التى تم إبرام اتفاق بينها وبين شركات النقل السعودية لنقل هؤلاء الركاب داخل مصر.
وأضاف أبو شقرة إن الخط الملاحى الجديد سيساهم فى زيادة وتنشيط حركة السياحة فى جنوب سيناء، وسيعوض التراجع فى إيرادات الشركة خلال العاميين الماضيين نتيجة انخفاض حركة الركاب عبر الخط الملاحى نويبع/ العقبة، الذى تعمل مراكب الشركة عبره، وذلك بسبب الأحداث التى مرت بالبلاد والتداعيات الأمنية
ويذكر إن الجسر العربي مملوكة لدول مصر، والأردن، والعراق، والتى دشن تشغيلها عام 1985 الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى حضور عدد من زعماء الدول العربية كنموذج للعمل العربى المشترك؛ تملك حاليا 7 عبّارات لنقل الركاب والشاحنات بعدما بدأت عملت بعبّارات مستأجرة، وظلت تحقق أرباح منذ إنشاءها برأس مال 6 ملايين دولار و هذا العام رفع رأسها مالها حتى بلغ 105 ملايين دولار.