أحيا عدد من الكنائس القبطية بأوروبا ذكرى الأربعين يوم لشهداء أحد الشعانين بكنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالاسكندرية، الذين لقوا حتفهم فى التفجير الارهابي الذي استهدف الكنيستين فى الثامن من شهر ابريل الماضي. وقامت الكنائس بإقامة الصلوات والقداسات على أرواح الشهداء، وكان البابا تواضروس أول من بدأ صلوات تأبين شهداء الزعف، بالرغم من سفره خارج البلاد، إلا أنه ترأس صلوات قداس الاربعين بنفسه من إحدى الكنائس بايرلندا. وأكدت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية فى بيان لها أن الشهداء فى قلب البابا أينما ذهب، لذلك فإنه أصر على الصلاة بنفسه فى الخارج لتأبين الشهداء، كما أنه قام بإرسال تعازيه لأهالي الشهداء فى رسالة قصيرة قرأها الأنبا ثيؤدوسيوس، خلال قداس الأربعين الذي أقيم أول أمس. وقال البابا فى رسالته إن الشهداء رقدوا على رجاء القيامة وصاروا على نفس الدرب الذي بدأ به القديس مارمرقس الطاهر والشهيد فى نفس الكنيسة التى تحمل اسمه، متابعًا: لقد انتقلوا للسماء في يوم عيد، ونحن نحتفل بذكاهم فى ايام الخماسين المقدسة حيث يمتد عيد القيامة الى خمسين يوما. وأضاف البابا: لقد سمعنا الكثير عن حياتهم و كأن الله اختارهم بحسب مقاصده العلوية ليكونوا الي جواره مكللين بأكاليل الوجود بالكنيسة والارتباط بالصلوات والشهادة للمسيح، معربًا عن عن تعزيته القلبية وعن رجائه بأن يسكب الله تعزياته فى قلوب كل أسرة. ولفت إلى أن ظروف سفره بعيدا عن ارض الوطن حالت دون المشاركة فى صلوات القداس، مؤكدًا على شكره لله من اجل شفاء بعض المصابين، وأنه يصلى له من اجل تمام الشفاء للجميع. ونظمت مطرانية هولندا، احتفالية لتأبين الشهداء بكاتدرائية السيدة العذراء بامسترام، حضرها الأسقف المساعد لإيبارشية أمستردام للكنيسة الكاثوليكية المونسينور هيندركس الذي ألقى كلمة ركز خلالها علي عظمة الكنيسة القبطية التي تتحمل الآلام وتسير وراء المسيح شاهدةً له بحبها، حاثًا ضمير العالم علي محاربة الإرهاب. كما شارك في التأبين أيضًا عدد من ممثلي الكنائس السريانية والإثيوبية والاريترية والأنجليكانية وممثلون عن مجلس الكنائس الهولندية ومجلس كنائس أمستردام ورؤساء أديرة البندكت بايجموند بهولندا وتشيفو تيجن بلجيكا. ومن الشخصيات الرسمية حضرت كوبي فان بركم عمدة حي شمال أمستردام والقنصل المصري بلاهاي محمد شريف و الدكتور جاك فان فيليت أستاذ المصريات والقبطيات بجامعة لايدن، وكان في استقبال الضيوف الأنبا ارساني أسقف هولندا وعدد من كهنة الإيبارشية والشمامسة والشعب القبطي هناك. وفي بداية حفل التأبين دخل الجميع يتقدمهم خورس شمامسة الكنيسة وهم يرتلون لحن إخرستوس آنستي «المسيح قام» ثم صلى الأنبا أرساني صلاة الشكر، ورتل كورال أم النور التابع للمطرانية مجموعة من الترانيم، أعقبها قراءات جزء من الإصحاح الأول من الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي، بصوت الأب جيرارد ماتيسن رئيس دير الرهبان البندكت. وفى نهاية حفل التأبين ألقى الدكتور أنطونيوس عبد الله كلمة أكد خلالها أن الكنيسة تتألم ولكنها دائمًا تنتصر والألم يقوي الإيمان، وأن الألم وعد من الرب ولكنه يقود الإنسان إلى الله.