أكدت القوات المسلحة السودانية أنها تخوض معارك مسلحة مع قوات مرتزقة في إقليم دارفور، غرب العاصمة الخرطوم، بينما اتهم وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الحركات المسلحة بالعمل على إجهاض السلام في الإقليم. وكشف الجيش السوداني عن أن المعارك تدور حاليا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التابعة للحكومة من جهة، ومجموعتين من مسلحي دارفور -لم يسمهما- دخلتا شمال وشرق دارفور من ليبيا ودولة جنوب السودان. ولم يفصح بيان الجيش السوداني عن خسائر، ووصف المتحدث باسم الجيش أحمد خليفة الشامي المجموعتين بالمرتزقة، وقال إنهم يهدفون إلى إجهاض ما تحقق من سلام واستقرار للمواطن الآمن في السودان عامة وبولايات دارفور خاصة. واتهم وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور -في لقاءات منفردة مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ودول ترويكا السلام في السودان، وسفير الاتحاد الأوروبي- الحركات المسلحة في دارفور بالعمل على إجهاض ما تحقق من سلام واستقرار في الإقليم، ووصف تلك الحركات بالمرتزقة. واعتبر غندور أن تحرك المجموعتين في هذه الأيام يهدف إلى جرّ الحكومة لمواجهة عسكرية، وإجهاض وقف إطلاق النار المعلن من جانبها. وتقاتل ثلاث حركات مسلحة رئيسية في دارفورمنذ عام 2003، ضد الحكومة السودانية، وهي "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، و"جيش تحرير السودان" بزعامة مني مناوي (أعلنتا في وقت سابق من مايو الجاري وقف العدائيات لمدة ستة أشهر)، و"تحرير السودان" التي يقودها عبد الواحد نور. ورفضت الحركات الثلاث التوقيع على وثيقة سلام برعاية قطرية في يوليو 2011 رغم الدعم الدولي القوي الذي حظيت به، بينما وقعت عليها حركة "التحرير والعدالة". واعلنت الحكومة السودانية الجمعة الماضية عن مشاورات غير رسمية في برلين مع حركتي "العدل والمساواة"، و"تحرير السودان"، بدعوة من ألمانيا وبحضور ممثلين عن الولاياتالمتحدة.واسفرت حرب دارفور عن مصرع 300ألف قتيل، وشردت نحو مليونين وخمسمئة ألف شخص وفقا لإحصائيات الأممالمتحدة، لكن الحكومة ترفض هذه الأرقام وتقول إن عدد القتلى لا يتجاوز عشرة آلاف في الإقليم الذي يقطنه نحو سبعة ملايين نسمة.