أحيانا نواجه مشكلة قد تكون حقيقية أو تكون من وحي خيالنا , و لكن لها جذور , ليس هناك نار بدون دخان , و قد لاحظت أن هناك أشخاص تنتابهم حالة من القلق الذي يتفاوت شدته من شخص إلى آخر , فهناك من يرى أن هناك شخص أو أكثر معروفين آو غير معروفين يتعمدون ملاحقته من خلال النظر إليه باستمرار سواء كان خارج بيته او داخل بيته أو داخل الصالات المغلقة مثل ( السينما – المسرح – و غيرها ) و يقل هذا الشعور داخل الغرفة الشخصية و داخل بيوت الله , و يا له من شعور صعب أن تشعر بأن هناك من يتبعك بنظره و سوف اشرح عدة أمثلة على ذلك . هناك دائما من ينظر إلى و جدت أن هناك شخص شاب أو رجل كلما خرج من باب بيته جاءه شعور بأن هناك من ينظر إليه و يتبع حركاته , فينتابه القلق و يبدأ في ضبط ملابسه و يقول لنفسه لماذا ينظرون إليّ ؟ هل هناك عيب بي ؟ هل أنا ( شكلي وحش ) منظري غير جيد ؟ ما العيب بي ؟ و هنا نظر إلى بائعة الخضار و هي تنظر له , و أكمل سيره فوجد صاحب القهوة و الجالسون بداخلها ينظرون إليه و هو يعبر أمامهم , و وجد على يمينه ( سايس ) الجراج ينظر إليه , و على يساره امرأة في متوسط العمر تجلس في ( بلكونة ) الشارع تنظر له , و غيرها و غيرها و قرر أن يلتفت فجأة إليهم , فوجد كل من حوله ينظرون في اتجاه آخر و أخريين سائرين بالهواتف النقالة يتحدثون بها , و حتى من ينظر إليه بدون قصد كان سرحان في عالم خاص به , وان اغلب من حوله غير مهتم به , و يكمل سيره في الطريق , و يقابل صديق له و سارا هما الاثنين معا في الطريق , و هنا أصبح اهتمامه بمن ينظرون إليه أقل مما سبق , و شغله صاحبه عما يعتقد أن هناك من ينظرون إليه , فأحيانا الصحبة تنسى الإنسان مشاكله التي كان فيها , و لكن بعد انصراف صديقه تعود الهواجس مرة أخرى لصاحبها لتداعب مخيلته بحق أو بباطل . النظر شفقة و عظة و قد يكون هناك أشخاص ينظرون إليك نظرة شفقة كلما شاهدوك , فبعض الأشخاص قد ابتلاهم الله بمشاكل صحية تكون ظاهرة للجميع , و يشعر أن كل من حوله ينظرون إليه بسببها و أحيانا لا تكون ظاهرة كمظهر خارجي و لكن هذا الشعور يكون بسبب علة داخلية لا يعرفها إلا المقربون منه , و غيرها الكثير و هذا يعكس حالة القلق من أن الجميع ينظرون إليه لعلمهم بعلته , و أيضا هناك حقا من ينظر إلى المريض أثناء سيره أو إلى كبار السن و هم سائرون أو إلى مختلفي البشرة عن أهل البلد , فدائما ما توجه لهم النظرات و هناك من يتقبل هذه النظرات بصدر رحب و هناك من يأخذها على عاتقه فتثقل روحه بما لا يطيق بشر , و قد تكون هذه النظرات عبرة و عظة و أن الإنسان قد يصاب في أي لحظة فاتعظوا يا أولي الألباب . النظر إلى النساء بعض النساء يسرعن الخطى كلما شعرن بنظرات تلاحقهن , فبعض هذه النظرات لا تكون مجرد إعجاب فقط , فكثيرا ما تجرح العين الفتاة الرقيقة المحتشمة , نعم هناك من يلاحقون الفتيات الجميلات و غير الجميلات أيضا بأعينهم و هناك من تٌعجب بذلك و تضع الزينة لشد أنظار الشباب و هي لا تعلم أنها تضر نفسها و تشجع أصحاب العقول المريضة و أصحاب العقول الشهوانية على أن يتعدى الموضوع النظر فقط , مما يسبب لها أضرارا بالغة ابسطها ما قد يلحق بسمعتها بحق أو بباطل , و هذه النظرات التي تلاحق الفتيات المحتشمات غالبا ما تتوقف بمجرد البعد عن المكان , و تُبقي لصاحبها ذكريات قصيرة تٌنسى مع الوقت , و قد أصبح النظر المحرم أو النظرات المتلاحقة في وقتنا الحاضر هي دليل على أن هناك خلل اجتماعي كبير , تسببت فيه بعض القوانين التي منعت الزواج حتى سن الثامنة عشر , فأوجدت شريعة الغاب لشباب يفتقد لتعاليم الدين السمحة , وقد اضطر بعض الفلاحين لعمل تسنين للفتاة مخالف لسنها الحقيقي كي تتزوج , فبعض القوانين لا بد أن تراعي الدين و العادات و الأعراف و التوزيع الجغرافي. النظر إلى المشاهير المشاهير هم نوعان في رأي , 1- المشاهير من السياسيين و نجوم المجتمع المعروفين من جميع الفئات , 2- المشاهير من خلال القتل و السرقة و التعذيب و خلافه , فدائما ما تتوجه أنظار البشر إلى النجوم و المشاهير و ذلك لأنهم قاموا بأشياء قد تكون في نظر الناس محمودة و هذه الأنظار تذهب معهم أينما ذهبوا و هناك من المشاهير لا ينظر احد إليهم إذا ساروا بيننا في الشارع و قد لا نعرفهم و لكن عندما يأتي شخص ويسلم على هذا النجم ثم يأتي آخر و يسلم هو أيضا , نجد تفاعلا قد حدث و هنا يأتي شخص لا يعرف من هذا النجم المشهور و لكنه يستميت للسلام عليه بأي طريقة و كأنه يعرفه و هو لا يتذكره تماما, و هذه اسميها طريقة عمل العقل الجمعي , فيكفي مجموعة قليلة تبدأ بالسلام على هذا النجم حتى يسلم عليه باقي البشر الموجودين في المكان ممن يعرفه أو لا يعرفه,,,, أما المشاهير من خلال القتل و التدمير و غير ذلك فهم غالبا ما يصنعون الأحداث و يكونوا في وسطها و أثناء حدوثها و كثيرا ما تجدهم يذهبون حيث تذهب أعين كميرات التلفزيون و هنا تسلط عليهم الأنظار و لكن بشعور مختلف , و نتذكر فيلم ( سفاح النساء) لفؤاد المهندس عندما أراد أن يصبح مشهورا افتعل تمثيلية انه السفاح الذي يقتل النساء , و هذا نوع من الشهرة الزائفة التي سرعان ما تنسى مع الوقت و تسقط من الذاكرة . الله ينظر إلي قلوبنا و نتذكر الحديث الشريف , عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " رواه مسلم . فكل من يعتقد أن هناك أشخاص ينظرون إليه و يراقبون حركاته و تصرفات , فليعلم أن الله يراقب الجميع , و علينا ألا نخشى نظرة الناس لنا مادمنا على الحق سائرين . من يخشى الخلق فالأولى أن يخشى الخالق نعمة النظر يعرف قيمتها الضرير , فإن عادت له لن يسيء استخدامها