تحتفل مكتبة الإسكندرية بالذكرى الرابعة والتسعين لميلاد الزعيم العربي بمجموعة من إصدارتها الجديدة عن الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، للدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية والباحثة صفاء خليفة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. وأولى الكتب التي تحتفل بها المكتبة هو كتالوج "جمال عبد الناصر من القرية إلي الوطن العربي الكبير (1918-1970)" عن الدار المصرية اللبنانية، والذي يعرض حياة الرئيس جمال عبد الناصر في قالب مختلف، ويبرز الكتاب أهم محطات القوة في العلاقات المصرية العربية، وكيف كانت مصر هي رائدة للعالم العربي وأفريقيا أيضًا في ظل حكم الرئيس جمال عبد الناصر. ويتميز الكتالوج بأنه نصيًا ومدعوم بالصور والوثائق والأخبار الصحفية التي تغطي حياة الرئيس جمال عبد الناصر من الميلاد وحتى الوفاة، وينقسم الإصدار إلى قسمين رئيسيين، "الأول" يبدأ من عام 1918 وينتهي عام 1951، و"الثاني" يبدأ بعام 1952 ويقف "من القرية إلى الوطن العربي الكبير" عند لقطات من حياة جمال عبد الناصر الإنسان بعضها مع عائلته الكبيرة، وبعضها من بيته في منشية البكري بين زوجته وأولاده، ولمحات من حياة جمال، الأب والأخ والصديق، إلى أن ينتهي الكتالوج بيوم وفاة جمال عبد الناصر وجنازته. ويقدم الكتالوج إطلالة على أهم الأحداث العربية والإقليمية والدولية التي كان لها كبير الأثر على جمال عبد الناصر قبل توليه رئاسة الجمهورية، ويبين كيف كان يتحرك من خلالها بعد أن تولى منصب الرئاسة وكيف أثر على أهم القرارات المصيرية في تاريخ مصر الحديث، وكيف نجح في أن يضع مصر في قلب العالم العربي وأن يضع العالم العربي في قلب العالم. أما الإصدار الثاني، فعنوانه: "بقلم جمال عبد الناصر"، صدر عن دار عن أطلس، وهو يلقي الضوء علي أحد وأهم جوانب الشخصية الكاريزمية لجمال عبد الناصر، ألا وهو الجانب الثقافي والفكري، وقد تجلي هذا الجانب من الشخصية في سلوك جمال عبد الناصر الإنسان والزعيم ورجل الدولة. وينقسم الإصدار إلى قسمين رئيسيين، الأول تأمل في فكر وشخصية جمال عبد الناصر، والثانى عبارة عن مؤلفات جمال عبد الناصر كاملة وهي علي التوالي رواية في سبيل الحرية، فلسفة الثورة، يوميات حرب فلسطين 1948. وتتحدث سطور الكتاب عن أولي كتابات الطالب جمال عبد الناصر، والتي بدأت بمقالة بعنوان "فولتير، رجل الحرية"، وهو في سن السادسة عشرة من عمره ثم رواية "في سبيل الحرية"، التي قام بكتابتها وهو في السادسة عشر ، وتتناول في مضمونها المعركة الخالدة التي خاضها أهل رشيد بمصر عام 1807 . كما يرصد الكتاب موهبة جمال التمثيلية عندما قام بدور "يوليوس قيصر" في مسرحية شكسبير ضمن برنامج الحفلة التمثيلية السنوية لمدرسة النهضة 1935 بعد قراءته عن الشخصية وإعجابه الشديد بها. ويتطرق الكتاب إلي أي مدي تأثر جمال عبد الناصر بالأحداث في مصر وعلي صعيد العالم العربي والتي دفعته نحو كتابة بعض الخطابات إلي أصدقائه يستنكر فيها تلك الأحداث والتي كان أهمها إلغاء دستور 1923 واستصدار إسماعيل صدقي باشا لدستور 1930، أحداث 4 فبراير 1942 ، وتأثير حرب فلسطين الكبير علي فكر جمال عبد الناصر وقلمه أيضًا، بالإضافة إلي سلسلة من المقالات نشرتها مجلة آخر ساعة، عام 1955، تحت عنوان "يوميات الرئيس جمال عبد الناصر وحرب فلسطين"، وعقب ثورة يوليو صدر كتاب "فلسفة الثورة" عام 1953 الذي يعد أول وثيقة تصدر عن ثورة يوليو ومفاهيمها عام 1953 بعد نحو سنة من قيام الثورة في يوليو 1952. وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام على رحيل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970، إلا إنه يبدو وكأنه غادرنا بالأمس .فصورته تحضر إلى العقل الجمعى العربى كلما واجهت الأمة العربية مشكلة. عبد الناصر هو الزعيم العربى الوحيد الذى مازالت صوره ترفع فى كل مظاهرات الغضب العربي من المحيط إلى الخليج ، فكان جمال عبد الناصر، بالنسبة لعموم العرب قائدا تاريخياً وبطلاً تحرّرياً، كان للشعب المصري حاكماً ورئيسا ونجد أنّ العرب ومصر ما زالوا يفتقدونك يا أبا خالد، وأنّ الكتابة عنك ليست ابتعاداً عن الحاضر أو تجاهلاً للمستقبل أو حنيناً لماضٍ يفتقده عشرات الملايين من العرب، بل هي دعوةٌ للاستفادة العربية والمصرية من نهجٍ "ناصري" واجه أزماتٍ وصراعات لعقدين من الزمن.