دعا أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، إلى الانخراط فى إعادة البناء، باعتباره الخيار الوحيد المتاح أمام الأمم التى تواجه أزمات وكوارث، وطالب أبوالغيط الشعوب العربية بالتمسك بأهداب الأمل والتحرك بشكل إيجابى وشجاع لإعادة التماسك والخروج من الأزمات. جاء ذلك خلال أسبوع التنمية العربى، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى بدأ أعماله أمس بمقر الجامعة العربية، بحضور وفود عربية ودولية معنية بالتنمية المستدامة. وأضاف أبوالغيط: "كم من أمة نزل بها الدمار وحل بها الخرابُ ما لبثت أن انتفضت من جديد بإرادة أبنائها، ويُخطئ من يظُن أن دولنا العربية واهنة الإرادة، أو تنقصها العزيمة والإصرار على مُجابهة التحدي، والخروج من دائرة اليأس"، مؤكدًا أن إرادة البقاء والسعي إلى عُمران الأرض مغروسة في وجدان الإنسان العربي، وأن ما ينقصنا هو برنامج العمل، والخطة الشاملة، والأداء المتواصل المُثابر عبر فترةٍ زمنية طويلة.. فالخروج من المأزق الراهن لن يكون في عام أو اثنين، وإنما هو مشوارٌ طويل عنوانه الصبرُ والعمل المُشترك المتضافر، ومحبة الأوطان والتضحية من أجلها". قال الأمين العام إن أحداث وتطورات السنوات المُنصرمة تُمثلُ فُرصةً نادرة لمراجعة الذات وإعداد كشف حساب دقيق بشأن أفضل السبل للخروج من الأزمة الطاحنة، أو الانتكاسة التنموية، مؤكدًا أنه لا سبيل لاستعادة التوازن ولملمة شتات المُجتمعات سوى بالتعاضد والتنسيق بين الدول العربية.. فالكوارثُ لن تقف عند حدود الدول المأزومة.. والعالم العربي قادرٌ، بإمكاناته وطاقاته الكامنة، على الاضطلاع بدور محوري في مُعالجة هذه الانتكاسة، وتخفيف وطأتها على المُجتمعات التي تُعاني الأزمات الإنسانية الطاحنة، بل وتهيئة الأوضاع للنهوض وإعادة الإعمار من أجل العودة تدريجيًا إلى مسار النمو الاقتصادي وتحصيل ما فات. قال أبوالغيط: "لقد أبرزت هذه الأحداث المؤلمة حاجة العالم العربي إلى تضافر جهود منظمات العمل العربي المشترك وتوفير متطلبات فاعليتها في مجالات تخصصها.. والانتقال بها من التنسيق بين أنشطتها إلى العمل المشترك لتنفيذ مشروعات حيوية للمنطقة العربية، وهو ما يمثل أحد المنطلقات التي أرست عليها الأمانة العامة أسس خطتها لدعم وتنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة في المنطقة العربية، بالتعاون والشراكة مع المنظمات العربية المتخصصة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".