وحد الجبهة الداخلية وحوَّل الأزهر من الفكر الشيعى إلى السنى أكد الدكتور أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ الإسلامى، رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، مدير مركز تحقيق النصوص بدار الكتب والوثائق القومية، أن صلاح الدين الأيوبى لم يحرق مكتبة القصر الكبير مثلما ادعى يوسف زيدان، بل إن صلاح الدين عرض تلك المكتبة للبيع، وذلك بعد أن قال له العلماء والمتخصصون، إن هذه الكتب تسهم فى اتساع الفجوة بين المسلمين؛ بسبب احتوائها على كتب ترسخ للفكر الشيعى، فما كان منه إلا أن عرضها للبيع دون المساس بها، فاشترى القاضى الفاضل 100 ألف مجلد، واشترى العماد الاصفهانى 100 مجلد، وأرسلها إلى الشام، واستغرق بيع تلك المكتبة عشر سنوات، وما قيل عن إحراقها كلام غير دقيق على الإطلاق. وكشف «فؤاد» عن جوانب خفية في شخصية صلاح الدين الأيوبى، بأنه تولي الوزارة في عهد الفاطميين، وأنه يعتبر آخر وزير للفاطميين وتنسب له معارك كبيرة حاسمة، منها المعركة الشهيرة على الصليبيين واسترداد بيت المقدس. ورغم أن صلاح الدين من أصول كردية، فإنه استطاع توحيد الصفوف، وتوحيد الدعوة الإسلامية، وعودة المذهب السنى إلى الأزهر الذى تم نقل الخطبة منه إلى جامع الحاكم بأمر الله طوال 100 سنة، ما أدى إلى تهدم الجامع الأزهر قبل ترميمه مرة أخرى. وأشار أيمن فؤاد إلى بعض الحقائق التاريخية غير السليمة التى ظهرت في الفيلم الشهير «الناصر صلاح الدين» وهي التي كانت مدخلاً لهذا الهجوم على القائد الأيوبى، ومن تلك الحقائق غير السليمة، أن صلاح الدين الأيوبي لم يلتق ملك الصليبيين، وأنه لم يكن بين صفوف الجيش الذى يحارب الصليبين مسيحى، كما ادعت الدراما التاريخية، لكن الأسلوب الذي استخدمه «زيدان» غير متداول في البحث العلمى على الإطلاق، خاصة أن صلاح الدين جاء إلي مصر في سن صغيرة والتف حوله المصريون وجيء به وزيراً بعد طلب الفاطميين الاستعانة بقوى أخرى لمواجهة الضعف الذي ضرب الفاطميين آنذاك، فجاء صلاح الدين مع جيش نور الدين وأسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين الذي مات من التخمة، ليتم اختيار صلاح الدين خليفة له في الوزارة دون أدنى ترتيب منه أو تدبير. وأكد «فؤاد»، أن صلاح الدين الأيوبى قام بإصلاحات كبيرة، منها تنظيم الجبهة الداخلية، ونقل مقر الحكم إلي قلعة الجبل بالقاهرة وبناء مدارس الفسطاط، وألغي الخطبة للفاطميين، وأقام الخطبة للعباسيين ليضع نهاية للحكم الفاطمى في مصر، وأعاد الأزهر ليدرس المذهب السني بعدما كان يدرس المذهب الشيعى، كما أنه أسس لدولة كبيرة من سوريا إلى ديار بني بكر إلى اليمن.