3 أعوام وروح الطفلة البريئة «هدى» ذات الخمس سنوات، تسألنا جميعاً وتناجى ربها، بأى ذنب قتلت، وبأى جريمة حُرمت من نعمة الحياة، الألسنة المكلومة والقلوب الدامية كانت من نصيب والدتها، والتى ظلت على صرخة واحدة منذ اغتصاب طفلتها البريئة، على يد ذئب متوحش لم يراع براءتها وطفولتها، فاغتصبها وقتلها ليحرق قلب الأم. القصة المفجعة بدأت منذ 3 سنوات حينما استيقظ أهالى قرية دهمرو بالعدوة بمحافظة المنيا على حكاية يشيب لها شعر الرأس من هولها، وتذهب العقول فى سكرة غير مصدقة، عقب العثور على الطفلة هدى محمد «5 سنوات» بأحد المنازل المجاورة المهجورة مقتولة عقب اغتصابها وهتك عرضها. الأهالى صرعوا من بشاعة المنظر، كانت الطفلة مخنوقة بملابسها الداخلية، وبها آثار كسور عميقة بالجمجمة، ويظهر على جسدها أعراض الاغتصاب، ثم التعدي على رأسها بجسم صلب حتى تم تهشيم الجمجمة، وملفوف على رقبتها فانلة داخلية. شيع المئات جثة الطفلة «هدى» والتى عبرت خلال مسيرتها من منزل المجنى عليها وحتى مثواها الأخير عن جم غضبها، وبشاعة الواقعة التى تدل على انحطاط أخلاق الجانى ونزع الرحمة من قلبه. الأب يترك عمله بالسعودية ليحضر مراسم دفن طفلته ولكنه لم يتمكن لظروف السفر، حيث تم إبلاغه أن ابنته توفيت أثر تعرضها لحادث سيارة، ولكن تمكن من معرفة حقيقة الواقعة في اليوم التالى، وطالب بالقصاص العاجل من الجانى وإعدامه شنقا، جزاء فعلته بابنته الطفلة البريئة، وتحدث والد الطفلة قائلاً: إن نجلتى كانت فى طريقها إلى منزل عمتها فى شارع مجاور للمنزل، ولكن حظها السيئ وضع فى طريق ذهابها المتهم، وقام الجانى باستدراجها لمنزل مهجور وقام باغتصابها وقتلها. الواقعة تستحوذ على اهتمام الأجهزة الأمنية لبشاعتها، لتكتشف أن المتهم رجب عبدالله محمد أحمد شندى طالب بالصف الثالث الثانوى الصناعى، ليتم ضبطه وبمواجهته أمام تحقيقات النيابة العامة بالتحريات وتضييق الخناق على المتهم، انهار واعترف بارتكابه الواقعة، وأنه قام باستدراج المجنى عليها واغتصابها وقتلها خشية افتضاح أمره، وقام بتمثيل الواقعة أمام رئيس النيابة، مختتما أقواله إن الشيطان شاطر وهو اللى لعب فى عقلى وأثر على تفكيرى ومكنتش فى وعيى. أهالى القرية قاموا بتنظيم 5 مسيرات حاشدة ضمت المئات من أبناء وسيدات القرية، وفى وقفات احتجاجية طافت شوارع القرية وأمام مركز الشرطة للمطالبة بإعدام الجانى، وعدم محاسبته كطفل. ليحيل المستشار عبدالرحيم عبدالمالك المحامى العام لنيابات شمال المنيا، أوراق رجب عبدالله إلى محكمة استئناف بنى سويف تمهيداً لإحالته لمحكمة جنايات المنيا وتحديد جلسة عاجلة، بعد أن وجهت النيابة تهمتى «الاغتصاب والقتل العمد» ليجيء حكم المحكمة بالإعدام شنقاً على المتهم. وفور وصول حكم الإعدام للواء فيصل دويدار مدير أمن المنيا قام بفرض حراسات مشددة لتنفيذ حكم الإعدام على المتهم. لحظات عصيبة تمر الثوانى كعمر كامل أمام أعين المتهم فجراً، يخرج من زنزانته ويتلى عليه حكم المحكمة، تتثاقل قدماه فى السير، لقنوه الشهادة، وكانت آخر كلماته سامحونى، توضع الغمامة على عينيه ليمر شريط الذكريات المؤلمة لجريمته الشنعاء يتمنى لو أنه كان في كابوس أو فى حلم أو رؤية، لكنها الحقيقة تلك نزواتك وشهواتك التى كنت فيها تابعاً ذليلاً للشيطان، اغتصبت وقتلت دون رحمة طفلة بريئة لم تقترف ذنباً أو جريمة حرمتها من نسمات الحياة، وحرمت أمها وأهلها أن يزفوها عروساً لعش زوجها، بل حملوها على الأعناق بقلوب دامية، أطفأت فرحة عمرهم، لذلك تنطفئ فرحتك بالحياة، حرمتها من العيش حياة كريمة، فكان القصاص العادل، هو اقتطاف روحك بين حبل المشنقة. تمنى لحظة عشماوى وضع الحبل حول رقبته، أن يستوقفه أحد صائحاً أوقفوا حكم الإعدام لكن كلها أضغاث احلام، لم تستجب لصرخات الطفلة البريئة وأنت تفترسها كحيوان وعذراً للحيوان الذى لا يفترس صغاره، قتلتها كذئب بشرى، وحتى إن الذئب لا يقتل بنى جنسه، ليسدل الستار الأخير وتنطفئ نيران قلب الأم المشتعلة على قتل طفلتها، وتستريح الطفلة «هدى» فى مثواها الأخير.