تناولت الصحف البريطانية الانتخابات الفرنسية التي تجري الجولة الأولى منها غدا الأحد، وتباينت التوقعات حول نتائجها قليلا، حيث نشرت إحداها توقعا لخبير اقتصادي بفوز رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية "المتطرفة" مارين لوبان، وكان هذا الخبير سبق أن تنبأ بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونسبت صحيفة "إندبندنت" للخبير الاقتصادي الفرنسي تشارلس جيف، الذي تنبأ من قبل بفوز ترامب، قوله إنه يرجح فوز مارين لوبان، ويتوقع أن تنحصر المنافسة في الجولة الثانية بينها وبين المرشح الجمهوري فرانسوا فيون. وقال جيف، الذي نصح عملاء مركز الاستشارات الاقتصادية الذي يرأسه بالاستعداد لرئاسة لوبان، إن نسبة الناخبين غير المحددين موقفهم من المرشحين تُقدر ب40%، وهذه معلومة ليست في صالح مرشح الوسط إيمانويل ماكرون وتصب في مصلحة لوبان. ويعتقد جيف بأن نصف مؤيدي اليسار "المتطرف" ويمين الوسط سيفضلون عدم الإدلاء بأصواتهم لماكرون إذا صعد إلى الجولة الثانية، كما يعتقد بأن مؤيدي فيون ونسبة كبيرة من مؤيدي ماكرون يفضلون لوبان إذا تواجهت هي والمرشح الشيوعي جين-لوس ميلينشون في الجولة الثانية. وقالت الصحيفة إن هناك تحليلات تشير إلى أن هجوم تنظيم داعش في باريس الخميس الماضي سيعزز فرص لوبان أو فيون؛ فقد أعلن المرشحان "الحرب ضد الإسلاميين"، الأمر الذي أثار كثيرا من الإدانات لسعيهما للحصول على مكاسب سياسية من الهجوم. أما مجلة "إيكونوميست" فقالت إن هذه الانتخابات تأتي وفرنسا تشعر بالتعاسة بشكل عميق، وبأنها في حالة حرب مع نفسها، وتوقعت للجولة الأولي أن تصعّد أي اثنين من المرشحين الأربعة الذين قالت إنهم يتراوحون بين "اليمين المتطرف البغيض" و"اليسار المتطرف الشرير"، مع حزبين يناصران حرية السوق في الوسط. وأضافت أنه من النادر أن تصبح أي ديمقراطية غربية ممزقة بين التقدم والكارثة مثلما هي فرنسا اليوم، مشيرة إلى أن فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ حولت معركة الأممية الليبرالية إلى بدايات حركة التنوير. وأوضحت أن فوز لوبان أو ميلينشون برئاسة فرنسا سيكون هو الكارثة، وأن فوز أي من مؤيدي حرية السوق الاثنين فيون أو ماكرون مقارنة بالخيار الأول سيكون خبرا "مفرحا". وقالت أيضا إن هذه الانتخابات لا يتوقف عليها مصير فرنسا وحدها، بل الاتحاد الأوروبي بأكمله، الذي يتهدده الانهيار في حالة فوز لوبان. وقالت صحيفة "تليجراف" إن تنظيم داعش يفضل فوز لوبان، وذلك في إطار سعيه لتقسيم الغرب، مشيرة إلى أن التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجوم الشانزليزيه الخميس الماضي، مضيفة أن ذلك يصب في مصلحة مرشحة "اليمين المتطرف".