قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, إن الهجوم الذي وقع في شارع الشانزليزيه بباريس في 20 إبريل، وأسفر عن مقتل شرطي فرنسي وإصابة شرطيين اثنين آخرين وسائحة ألمانية, زاد من فرص فوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في انتخابات الرئاسة, التي تنطلق الأحد. ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 22 إبريل عن الخبير الاقتصادي الفرنسي تشارلس غيف، الذي تنبأ من قبل بفوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية, قوله إنه يرجح فوز مارين لوبان، وأن تنحصر المنافسة في الجولة الثانية بينها وبين المرشح فرانسوا فيون. وتابع غيف، الذي نصح عملاء مركز الاستشارات الاقتصادية الذي يرأسه بالاستعداد لرئاسة لوبان، أن نسبة الناخبين غير المحددين موقفهم من المرشحين تُقدر ب40%، وهذه معلومة ليست في صالح مرشح الوسط إيمانويل ماكرون, وتصب في مصلحة لوبان. وأشار الخبير الفرنسي إلى أن هجوم تنظيم الدولة في باريس الخميس الماضي عزز فرص لوبان وفيون, بعد أن أعلنا "الحرب ضد الإسلاميين". ويتوجه الناخبون الفرنسيون الأحد الموافق 23 إبريل لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، في ظل استنفار وإجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، واتساع دائرة المترددين. وقد أربك الحملة الانتخابية الهجوم الذي وقع في شارع الشانزليزيه وسط باريس مساء الخميس الماضي, والذي تسبب في مقتل شرطي واحد وجرح آخرين على يد مسلح يشتبه في انتمائه لتنظيم الدولة. وحسب "الجزيرة", وزاد اتساع دائرة المترددين في التصويت من غموض الصورة في هذه الانتخابات، إذ يصعب توقع من سيظفر بتذكرة العبور إلى الجولة الثانية. وتختلف مبررات المترددين في حسم خياراتهم مشاركة أو امتناعا، بينما يعيش اليسار حالة من التصدع جعلت أنصاره في حيرة من أمرهم. وأكدت استطلاعات الرأي هذا التردد من خلال نوايا تصويت متقاربة، بينما لم يحسم ما بين ثلث وربع الناخبين خيارهم، ومثلهم تقريبا يقولون إنهم قد لا يصوتون. وعرفت هذه الانتخابات خروجا مفاجئا لمرشحين اعتبروا مؤهلين، مقابل صعود غير متوقع لآخرين. وكان الناخبون في بعض الأقاليم الفرنسية في أراضي ما وراء البحار قد أدلوا بأصواتهم السبت الموافق 22 إبريل. في غضون ذلك, شهدت العاصمة الفرنسية باريس مناوشات بين متظاهرين والشرطة، قبل يوم واحد من الانتخابات. وكانت نقابات فرنسية قد دعت إلى التجمع والتظاهر وسط باريس السبت الذي الذي يعرف بيوم الصمت الانتخابي الذي يسبق يوم الاقتراع. وتحتج هذه النقابات تحت شعار "الدور الأول للعدالة الاجتماعية" على ما وصفته بغياب برامج اجتماعية حقيقية في برامج أغلب المرشحين. واستجاب المئات لدعوة النقابات إلى التظاهر، وجاءوا من أنحاء فرنسا للمناداة بالعدالة الاجتماعية لإيصال ثلاث رسائل: الأولى تتمثل في الاحتجاج على غياب برامج عدالة اجتماعية حقيقية، بينما تتزايد الفضائح المالية في المشهد الانتخابي, والرسالة الثانية موجهة إلى المرشحين بالتأكيد أن أي رئيس قادم يجب أن يعرف أن الشارع سيبقى حاضرا في المشهد السياسي, أما الرسالة الثالثة فموجهة -حسب المتظاهرين- إلى عموم الفرنسيين بأن الشارع يمكنه إحداث التغيير. ومع انتهاء الحملات الانتخابية رسميا, أظهرت آخر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة في الجولة الأولى من الانتخابات. وسيتنافس المرشحان اللذان يحصلان على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى في جولة ثانية حاسمة في 7 مايو المقبل. ومن بين 11 مرشحا يبقى أربعة منهم هم الأبرز، وهم: ممثل الوسط إيمانويل ماكرون، وممثلة اليمين المتطرف مارين لوبان، وزعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون، ومرشح اليمين المحافظ فرانسوا فيون. يذكر أن 47 مليون ناخب فرنسي، يقيم أقل من مليون منهم في مناطق مثل بولينيزيا الفرنسية في جنوب المحيط الهادي وجزر غوادلوب وجزر مارتينيك في الكاريبي وغويانا الفرنسية.