يرتدي عباءة تقليدية قديمة، تجده صامتًا لمدة ساعات وفي نفس مكانه لا يتحرك، يجلس على الأرض وكأنه تائها، أو بالأحرى لا يقدر على التحدث أو التحرك من شدة تعبه، يضع أمامه حبالا وخراطيم قديمة ورأس ماله بالكامل ربما لا يتعدى المائة جنيه وينتظر الزبائن لتشتري منه. يجلس عبدالله أحمد مصطفى، البالغ من العمر 70 عامًا، وسط زخم وازدحام سوق إمبابة، ولكنه ربما لايشعر بكل ما حوله، بسبب المرض الذي يحمله رأسه، والذي يقول إن لديه كتلة من الدم تلصق بقشرة في المخ، منذ عشر سنوات ولم يشفى منها إلى الآن، موضحًا أنه تم احتجازه منذ 5 سنوات في أحد المستشفيات وظل يعالج بداخلها أكثر من 11 يومًا، وأخرجوه بعد ذلك على أنه سيكون أفضل بعد إنتهاء قرص العلاج ولكنه لم يشعر بأي تحسن إلى الآن. قال إنه يجلس في نفس المكان ليبيع الحبال والخراطيم منذ 50 عامًا، وأنه اعتاد أن يخرج يوميًا من بيته قاصدًا إلى نفس المكان منذ أن كان شابًا ولم يقوم بتغييره إلى الآن، إلا يومي الأحد والثلاثاء يذهب فيهم إلى السوق الكبير بنفس بضاعته. رفع يده إلى أعلى غاضبًا، قائلًا: "محدش بيساعدني اللي بيساعدني ربنا، والله ولادي مابييجوا حتى يشوفوني، 3 ولاد كبار مشفتهمش بقالي سنتين، وقاعد في بيت بناتي بالإيجار". شاهد الفيديو: