لاحظت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانية أن حزب المحافظين لا يزال ينظر إليه على أنه "الحزب السئ" للسياسة البريطانية، فصوت مجلس العموم البريطاني بأغلبية 522 الى 13 لصالح اجراء انتخابات عامة مبكرة في الثامن من يونيو المقبل، بعدما شهد الجنيه الاسترليني ارتفاعا ملحوظا امام الدولار عقب اعلان ماى باجراء انتخابات مبكرة الثلاثاء الماضى من هذا الاسبوع. وعلقت الصحف البريطانية على نتيجة استفتاء مجلس العموم على ان تأييد البرلمان دعوة ماي لإجراء انتخابات عامة مبكرة لحظة تاريخية لأنه التصويت الأول من قبل النواب في هذا الشأن، وكانت هذه السلطة حقا مقصورا على رئيس الوزراء، إلا أنها ألغيت بموجب قانون البرلمانات محدد المدة. واجمعت الصحف على ان هناك عواقب محلية ستولد لهذا القرار، إذ أن سيتعين على جميع الاطراف السياسية وضع برنامج للسياسة العامة للاقتصاد والخدمات الصحية والمدارس وبقية المسؤوليات. ويعد الخروج البريطاني أحد أهم الاسباب الداعية لاعلان انتخابات مبكرة، حيث شهدت الساحة السياسية فى بريطانيا العديد من الخلافات بشأن هذا القرار المصيرى للبريطانيين بالاضافة الى ان ماى تسعى من خلال الانتخابات القادمة الحصول على اغلبية من الاصوات تسمح لها بالاستمرار فى منصبها، لاسيما الى انها صعدت الى الحكم عن طريق التعيين وهو ما يقلل من شرعيتها من وجهة نظر الشعب البريطانى. ومن الاسباب الاخرى التى جعلت ماى تتخذ هذه الخطوة هو ابقاء وحدة المملكة المتحدة ومنعها من التفكك، فتطالب اسكتلندا بالانفصال عن بريطانية، عقب الاعلان عن الخروج البريطاني من الاتحاد الاوربى، بالاضافة الى ان البرلمان الاسكتلندى وافق على الخروج من بريطاينا، وارسل طلب لمجلس العموم لاجراء استفتاء ثانى لتحديد مصيره، فمن المقرر من الانتخابات المبكرة ان تثنى الانفصاليون عن مطالبهم. توقعت صحيفة الاندبندت البريطانية ان تكون نسبة المشاركين فى الانتخابات منخفضة، على عكس صحيفة التيليغراف التى ترى ان ماى ستفوز بسهولة في البرلمان بدعوتها لإجراء انتخابات مبكرة، وأنه من الممكن أن تكون هذه الانتخابات حافزا لبعض الأشياء المفيدة في السياسة البريطانية. واضافت تليجراف الى ان في حال فوزه ماى في الانتخابات قد تقوم بتهميش جناحها اليميني، وتوافق على خروج أكثر ليونة من الاتحاد الأوروبي، فيما ان قد يجد حزب الديمقراطيين الأحرار دورا جديدا له، وانتعاش حزب الخضر فى مجلس العموم. ومن المكرر ان تكون التداعيات السياسية والاقتصادية وخيمة فى حال خسارة حزب المحافظين التابعة له رئيسة وزراء بريطانية، فمن المحتمل صعود مؤيدى البقاء فى الاتحاد الاوربى مرة اخرى، وتفاقم الازمة والانقسام التى تشهده الاحزاب السياسية. وأعربت ماي عن رغبته في تقديم الموعد الانتخابي إلى 8 من يونيو ، وذلك لتعزيز موقفها في مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. واشارت رئيسة الوزراء البريطانية إن إجراء انتخابات مبكرة في ذلك التاريخ بدلا من الانتظار حتى عام 2020، سيجعلها تتجنب وضعا قد تضطر فيه لمواجهة لحظة حاسمة في محادثات البريكست وانتخابات محلية في الوقت نفسه قائلة : " احذر من "ائتلاف الفوضى" بين حزب العمل والديمقراطيين الليبراليين والوطنيين الاسكتلنديين. ووفقا للجدول الزمني المرسوم، فإن من المتوقع أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في مارس 2019، ثم إن إجراء انتخابات مبكرة في يونيو المقبل يعني أن ماي لن تكون مرغمة على خوض انتخابات مرة أخرى حتى عام 2022، مما يتيح لها هامشا أكبر للمناورة في المرحلة النهائية من مباحثات الخروج البريطانى "البريكست".