تابع مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، عن كثب التطورات الخطيرة التى اتبعتها جماعة بوكو حرام، ذراع "داعش" في غرب إفريقيا، من استخدام الأطفال فى تفخيخهم، ضاربين بكل الأديان والأعراف والقوانين، عرض الحائط. وأشار المرصد إلى أن الجماعات الإرهابية بدأت تتخذ الأطفال أسلحة يصوبونها تجاه ضحاياهم، وقنابل يتم تفجيرها في الآمنين، وسهاماً يطلقونها صوب أهدافهم، لمواصلة مسلسل إجرامها ووحشيتها بحق الأطفال الأبرياء، وكأنها تصر على مقابلة براءتهم بوحشيتها وتتعمد تبديد الحلم بمستقبل أفضل على يد هؤلاء الأطفال حينما يكبروا وتحويله لكابوس مزعج من خلال أطفال مفخخين يُزج بهم هنا وهناك فتسيل دماءهم الذكية وتفيض أرواحهم الطاهرة ومعها أرواح كثير من الأبرياء. ولفت مرصد الأزهر إلى أنه أخذ على عاتقه كشف جرائم مثل هذه الجماعات التي لا تراعي الإنسان، رجلاً كان أو امرأة، صغيراً كان أو كبيراً، مسلماً كان أو غير مسلم، فالكل مستهدف، حتى صار مجرمو هذه الجماعات يسعون لإراقة الدماء سعي الظمآن على الماء. وتابع الأزهر قائلا إن إرهابيي بوكو حرام دأبوا على استغلال الأطفال بعد تخديرهم في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، الأمر الذي أكده تقرير صادر عن منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، حيث إن جماعة "بوكو حرام" صارت تعتمد على الأطفال بشكل أساسي في تنفيذ هجماتها الإرهابية، وأن نحو 80% من هؤلاء الأطفال من البنات المختطفات واللاتي يتم تفخيخهن والزجّ بهن في الأماكن العامة، والكمائن، والمعسكرات التابعة للجيش النيجيري. كما أفاد التقرير، أن جماعة "بوكو حرام" المتطرفة تخدر الأطفال قبل تفخيخهم، كاشفا عن إحصائية خاصة بأعدادهم وجاء فيها أن عام الثلاثة أشهر الماضية قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في استغلال جماعة "بوكو حرام" للأطفال في تنفيذ هجماتها الإرهابية، حيث بلغ عدد العلمليات التي نفذتها الجماعة باستخدام الأطفال نحو 27 عملية انتحارية في نيجيريا، والنيجر، وتشاد، والكاميرون. وأضافت المنظمة في تقريرها أن بوكو حرام نفّذت ما يقرب من 117 تفجيرًا انتحاريًا باستخدام الأطفال، منذ عام 2014، الأمر الذي دفع قوات الأمن في مناطق نشاط بوكو حرام للتعامل مع الأطفال بحذر شديد حتى أن نحو 1500 طفل تم اعتقاله خلال العام الماضي في كل من الكاميرونونيجيريا والنيجر وتشاد. ويرى المرصد أن جرائم "بوكو حرام" بحق الإنسانية والأطفال فاض بها الكيل، وفاقت الحد، وانتهكت كل القوانين والشرائع والأعراف، ما يتطلب تشديد المواجهة الفكرية أولاً قبل الميدانية، إذ من السهل القضاء على إرهابي وليس من السهل القضاء على فكرة إرهابية أو فتوى شاذة أو رأي متطرّف، الأمر الذي يسعى المرصد جاهداً لتحقيقه من خلال نشر الفكر الصحيح، وإحلال الاعتدال محل التطرّف، حتى ينعم العالم بالأمن الذي ينشده ويتخلّص من وباء الإرهاب.