استنكر الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، الهجوم على الأزهر الشريف من بعض الأشخاص والفئات فى المجتمع أخيرًا بعد تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية، واتهامه بالتقصير فى تجديد الخطاب الديني، وأنه أحد أسباب التطرف والإرهاب. أكد العوارى، فى تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن مناهج الأزهر التى يلقون عليها اللوم الآن تربى عليها الملوك والوزراء والزعماء الوطنيون الذين حرروا البلاد من الاستعمار، أمثال أحمد عرابى، سعد زغلول، عمر مكرم، محمد كريم، رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وغيرهم كثير. وأوضح عميد كلية أصول الدين، أن كل هؤلاء تربوا على منهج الأزهر، بل إن عددًا من قادة الفكر المسيحيين تربوا على هذا المنهج، فقد كان يقول بعضهم "أنا مسلم ثقافة، مسيحي العقيدة"، مثل المفكر الكبير مكرم عبيد وغيره من المسيحيين. ولفت العوارى إلى هناك حملة ممنهجة على الأزهر وخصوم مصر يرتبون لها ويربون هؤلاء الرويبضة الذين يهاجمونه ويتحدثون بألسنتهم ويرددون الكلام من دون وعى ولا يعرفون قيمة الأزهر والثقافة الوسطية وقيمة مصر كوطن، ولو كان عندهم ذرة من الوطنية ما فعلوا هذا. وأشار إلى أن ثقافة الأزهر الوسطية المعتدلة يشهد بها الغرب قبل الشرق، مؤكدًا أن هؤلاء المغرضين الحاقدين لن يستطيعوا أن يعكروا ماء البحار الهادئة بمثل هذه الكلمات الخبيثة التى تدل على خبث نوايا صاحبها ومن ورائه من قوى الشر، لأنهم يعلمون أن الأزهر هو الصخرة الصلبة والعقبة التى لا يمكن أن تسمح لأحد أن يطأ هذه الأرض الطاهرة، مضيفًا "فمصر الأزهر والأزهر مصر، والله حفظها وشاء أن يكون الأزهر حصن الفكر الوسطى فيها".