نجاح الثورة المصرية العظيمة، مسألة لا يرضي عنها أعداء مصر، وتصميم المصريين الشرفاء علي التضحية بدمائهم الطاهرة لكي تستمر الثورة وتحقق أهدافها بالكامل، أمر مغضوب عليه من الآخرين، بعضهم دول تنتمي لأمتنا العربية لغة وديناً، والأخري دول تظهر العداء، وثالثة صديقة وحقودة مثل الولاياتالمتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، إذن نحن أمام تحد خارجي يحاربنا بسلاح الأموال تارة، وتارة أخري يصدر لنا من يقوم بأعمال تخريبية مستغلاً ضعف بعض النفوس من أبناء الوطن، من البلطجية والسوابق والأحداث والهاربين من السجون والمأجورين من أذناب النظام الماضي. الثورة العظيمة أسقطت نظاماً بوليسياً من أعتي الأنظمة وقادرة بإذن الله علي إسقاط باقي فلول النظام السابق، وفلول أمريكا وأوروبا وعدد من الدول العربية، الثورة قامت لتعلن للدنيا كلها أن أبناء مصر قاموا، ولن يقعدوا أبداً، طالما بقي فرد واحد من المفسدين والمخربين، فشلت محاولات إسقاط الثورة وفشلت «دولارات» أمريكا، و«ريالات» دول أخري، و«يوروهات» دول ثالثة في إسقاط الثورة.. لقد قدم أبناء الوطن الشرفاء أكثر من ألف شهيد و5 آلاف مصاب لكي يعيش 85 مليوناً فوق هذا التراب معززون مكرمون يحصلون علي حقوقهم دون نقصان، جاء اليوم الذي يعلن فيه كل مصري شريف علي العالم أجمع: أنا المصري الحر العظيم. 1.2 مليار جنيه، أنفقتها أمريكا في مصر بعد الثورة، وخلال 2011 هذا المبلغ الكبير لم يذهب إلي خزانة الدولة لسد العجز النقدي، ولم يذهب إلي بناء مساكن للفقراء، أو توصيل الصرف الصحي والمياه النقية لسكان العزب والكفور والنجوع، بل ذهب إلي مندوبي أمريكا في مصر. الإحصائيات تشير إلي أن ما يزيد علي 2.5 مليار جنيه دخلت مصر خلال 2011 إلي الجمعيات المشبوهة مقابل التجسس علي الثورة، نصف هذا المبلغ جاء من أمريكا وحدها، والباقي من دول أوروبا وأخري عربية، الصورة واضحة ولا تحتاج إلي ذكاء لكي نفهم دور هذه الجمعيات، ولذلك عندما تمت المداهمة ثارت الدول الممولة علي الحكومة والمجلس العسكري ورغم أن المداهمة عمل وشأن داخلي بحت، وتم في إطار القانون، وجاء الرد الخارجي علي الجمعيات بمثابة إدانة ثانية لتلك الجمعيات المشبوهة، نحن لم نسمع عن نشاط علني لتلك الجمعيات، الفقراء والمرضي والأميون يملأون شوارع وحواري مصر، هل قامت جمعية ببناء مساكن أو علاج مرضي، أو إنقاذ وإيواء الآلاف من سكان المقابر؟ جيمي كارتر الرئيس الأمريكي السابق، ورئيس مركز السلام العالمي، فضح نفسه، وفضح سياسة بلاده عندما تجاهل الرد علي أسئلة الصحفيين حول الجمعيات المشبوهة، في حين ركز كلامه علي المجلس العسكري والانتخابات وكشف عن سوء نية، تذكرنا بما حدث أيام المندوب السامي البريطاني.. قال كارتر: إن المجلس العسكري لن يترك السلطة كاملة وبسهولة، وأن الجيش يطلب مميزات أخري في الدستور الجديد!! هذه القنبلة فجرها هذا العجوز قبل أن يغادر القاهرة، قام العجوز الأمريكي متعهد اتفاقية كامب ديفيد، والعميد اليهودي المعروف بالتدخل السافر في شئون مصر بدعوي مراقبة الانتخابات، وبدا عليه الحزن عندما تبين نزاهة الانتخابات وعدم وجود ما يعكر شفافيتها. علينا نحن المصريين أن ننتبه إلي ما يدبر لنا في الداخل قبل الخارج، وعلينا أن ننتبه إلي وجود مؤامرة كبري ضد الثورة، تزداد بمرور الوقت، ولأن الوقت يسير نحو الأفضل، فإن هذا لا يعجب رواد سجن طرة من قادة النظام الفاسد السابق، ولا يعجب جمعيات التجسس أو البلطجية والمرتزقة، ولا يعجب بعض الدول العربية التي تعمل لحساب الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل وأوروبا، علينا أن نثور للحفاظ علي الثورة!!