عندما حجبت الدولة جماعة الاخوان المسلمين عن ممارسة العمل السياسى بعد عزل رئيسهم محمد مرسى عن حكم مصر، كانت هناك بعض الدول مثل أمريكا وبريطانيا وحركات إسلامية مثل «حماس» الفلسطينية وحركة «النهضة» التونسية، تعارض هذا القرار ليس بدافع حب الجماعة ولكن بدافع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والمخططات الدولية المشترك بين الجانبين. ولأن سياسة الدولة تجاه جماعة الإخوان كانت واضحة منذ البداية فلم تلق بالاً للتعاطف الدولى المزيف مع الجماعة التى كانت هى سبب فى عزل نفسها لانفرادها بحكم مصر وبالقرار السياسى، ودكتاتورية المرحلة، قبل أن تخرج الحشود الغاضبة فى 30 يونية مطالبة بإسقاط نظام جماعة الإخوان الذى عرف إعلامياً بنظام «المرشد». المثير فى هذه القضية، أنه وبعد مرور أكثر من 3 سنوات على إسقاط حكم جماعة الإخوان وعزلها سياسياً فى مصر تخرج تلك الدول التى عارضت القرار المصرى بالأمس القريب لتؤيد وتبارك السياسية المصرية بعد إدراكها أن الجماعة مسئولة عن تنامى خطر الإرهاب الذى يهدد الأمن والسلم الدولى وتعلن بشكل واضح تطبيق «العزلة الدولية» على الجماعة التى ساعدت فى القرار الدولى المتتابع نتيجة تمسكها بسياسة الرأى الواحد ورجعية القرار والتمسك بأنها دوماَ على الصواب بينما المعارضون جميعهم خاطئون. وفوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان صفعة قوية وفزعة استيقظت منها الجماعة بعد حلم جميل بين أحضان باراك أوباما وهيلارى كلينتون اللذين سمحا للإخوان العبث بمصير بلادهم لدرجة التأثير فى القرار السياسى، لتأتى إدارة «ترامب» المقدرة لرؤية مصر فى حربها على الإرهاب، لتؤكد بقوة أن قرار إدراج جماعة الاخوان على لائحة المنظمات الإرهابية بات قريباً وملحاً أكثر من أى وقت سابق. وثيقة «حماس» وفك الارتباط أعلنت حركة «حماس» الانتهاء من صياغة المسودة النهائية لوثيقتها السياسية الجديدة، ووزعتها على قيادات مكتبها السياسى وأعضاء مجلس الشورى العام، تمهيداً للإعلان عنها، وقالت مصادر فلسطينية إن أهم ما تتناوله الوثيقة الجديدة هو فك ارتباط «حماس» بجماعة الإخوان المسلمين، على ضوء تحسن العلاقات مع مصر، والقبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 مع فرض هدنة طويلة الأجل، وتغيير بعض بنود الميثاق القديم الذى يعود تاريخه ل3 عقود، حول شكل المقاومة ضد إسرائيل. ولم تشر الوثيقة المنتظر إعلانها إلى وجود أى رابط تنظيمى بين حماس، وجماعة الإخوان المسلمين والتى تعد الجماعة الأم، وهو ما يعد تطوراً قويًا على المستوى السياسى والفكرى بالنسبة لحركة حماس، كما يعد ضربة لجماعة الإخوان المسلمين، لتفضيل حماس اختيار الطريق السياسى عن ارتباطها بتنظيم الإخوان، فضلاً عن سعيها لتحسين العلاقة مع مصر. كل حلفائك باعوك يا «ريتشارد» انفصال «حماس» وقبلها حركة النهضة التونسية وحزب النور وتفكيك تحالف دعم الشرعية فى ظل انشقاقات داخلية وصراع قوى يضرب أوصال الجماعة الإخوانية وانقسامها إلى جبهتين من الشباب والشيوخ، خاصة بعد طرد مجموعة من شباب الجماعة من قواعد العمل الإخوانى فى السودان، الأمر الذى وسع فجوة الانقسام والانشقاقات الداخلية التى عززت من حديث المحللين بأن الجماعة تلفظ أنفاسها الأخيرة وتبحث عن مخرج لتسوية سياسية فى مصر لتصبح مقولة «كل حلفائك باعوك يا ريتشارد» حقيقة واقعة تسببت فيها الجماعة لا خصومها. وأكد إسلام الكتاتنى المنشق عن جماعة الإخوان، أن الجماعة لم تعد لها تأثير دولى ولا إقليمى وباتت معزولة بحكم سياستها وممارستها للعنف فى مصر ودول أخرى، مضيفاً أن الصراع التداخلى مؤكد وحقيقى ويعزز بالفعل رؤية أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة. وأشار« الكتاتنى» إلى أن وثيقة محمود عزت التى صدرت مؤخراً للبحث عن تسوية تبحث عن الإفراج عن القيادات من السجون وعودتهم للعمل السياسى لضمان حماية مصالح الجماعة على غرار حقبة حسنى مبارك، مؤكداً أن فجوة كبيرة حدثت بين الشباب وشيوخ الإخوان من القيادات التاريخية حول بعض الملفات مثل المراجعات التى طرحتها جبهة محمد كمال وغيرها من الملفات الأخرى التى تعزز الانقسام والضعف. وفى سياق التحركات الشعبية استقبلت عضو مجلس النواب الأمريكى، ليزديك تشيني، بمقر الكونجرس الأسبوع الماضى، وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية برئاسة أحمد الفضالى فى اجتماع مشترك استعرض فيه الوفد أسباب تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وخطر أنشطتها على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وضرورة التصدى لممارساتهم. وكانت «تشينى» قد تقدمت بطلب للجنة القضائية بالكونجرس الأمريكى فور فوزها بمقعد مجلس النواب منذ ما يقرب من 4 أشهر تطالب فيه بإدراج جماعة الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية، واعتبرت أن أنشطتها تمس الأمن القومى الأمريكى. مطالبة بالتعاون مع وفد الدبلوماسية المصرية من أجل تصنيف هذه الجماعة كجماعة إرهابية. والتقى وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية خلال الزيارة الأخيرة للولايات المتحدة عدداً من أعضاء الكونجرس الأمريكى على رأسها السيناتور تيد كروز، مقدم مشروع اعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية وأول من طالب بإدراجها على قوائم الإرهاب، بحضور النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، والوزير عادل عبدالباقى وزير شئون مجلس الوزراء الأسبق، والدكتور عماد جاد عضو مجلس النواب، والسفير محمد توفيق سفير مصر السابق بواشنطن، والنائب حسين جاد عضو مجلس النواب، والإعلامى عمرو الكحكى، مما مهد الطريق لإعلانها إرهابية قريبًا داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة مع الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس لواشنطن.