بعدما أثار تعيينه ضجة كبيرة وانتقادات لاذعة في الولاياتالمتحدة، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالأمس، باقالة ستيف بانون، أحد مستشاريه المقربين في مجلس الأمن القومي الأمريكي، الذي كان يشغل منصب كبير المخططين الاستراتيجيين. وكان ترامب، قد أصدر في فبراير الماضي، أمرًا تنفيذيًا بتشكيل مجلس الأمن القومي وتعيين بانون، كعضو دائمًا في هذا المجلس الأمر الذي أثار احتجاجات على تسييس المجلس، بسبب افتقاره للخبرة في السياسة الخارجية. ويُعرف عن ستيف بانون، بمعاداته للسود والمسلمين، حيث وصف الإسلام بالدين "الأكثر تطرفا" في العالم، كما يُشار إليه بأنه هو الذي يقف خلف قرار ترامب، بحظر سفر مواطنين 7 دول اسلامية إلى الولاياتالمتحدة. وسبق وأن تحدث بانون، حول أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى "اتخاذ موقف عدواني جدا، جدا، جدا ضد الإسلام الراديكالي"، كما قال بشكل واضح أنه لم يكن متحمسا حتى تجاه المهاجرين السلميين والناجحين والمنتجين اقتصاديا. من هو ستيف بانون؟ وستيف بانون من مواليد 27 نوفمبر 1953، في نورفولك بفرجينيا، وينتمي لعائلة ديمقراطية من الكاثوليك الإيرلنديين، ويمتلك معتقدات يمينية متطرفة، ولديه علاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف الأوروبية، كما أنه معروف بتعصبه القومي للأمريكيين البيض. وتخرج في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا عام 1977، وحصل على درجة ماجستير في دراسات الأمن القومي من جامعة جورج تاون في واشنطن، بالإضافة إلى دراسته في كلية الأعمال الإدارية بجامعة هارفرد. وأنهى بانون خدمته العسكرية وتوجه إلى عالم الأعمال والاستثمارات، فعمل في مصرف الأعمال "جولدن ساكس"، ثم اتجه ليؤسس مصرفًا صغيرًا للاستثمارات حمل اسم "بانون وشركاؤه"، وفي 1998 اشترى مصرف "سوسييته جنرال". وكان في عام 1991 قد اتجه للعمل في هوليود من خلال انتاج الأفلام، حيث أنتج أفلاما سياسية عن الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان وحزب الشاي والمرشحة الجمهورية السابقة سارة بالين. وفي عام 2012 تسلم بانون إدارة موقع بريتبارت، وهو موقع إخباري يميني ينتهج سياسة معارضة للمؤسسة الحاكمة في الولاياتالمتحدة الأميركية. وفي أغسطس 2016، عُين بانون رئيسًا لحملة ترمب الانتخابية، وبعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية عينه جانبه في البيت الأبيض في منصب كبير المستشارين وكبير المخططين الاستراتيجيين، حتى تمت اقالته. هل تؤثر الإقالة على قرار حظر السفر لأمريكا؟ ورأى جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن اقالة ستيف بانون، جاءت بهدف جعل مؤسسة مجلس الأمن القومي الأمريكي، أكثر احترافية وأقل ايدلوجية، مشيرًا إلى أن تعيين ترامب له كان بهدف مراقبة رئيس الامن القومي السابق. وتابع في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن تأثيرات هذا القرار على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، تكاد تكون مُنعدمة، وأن اعادة التفكير في قرار حظر السفر لأمريكا من عدمه ليس مرتبطًا ببقاء أو اقالة بانون في منصبه بمجلس الأمن، خاصة وأنه لا يزال من كبار مستشارين ترامب. واستبعد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، هو الآخر أن يؤثر قرار اقالة ترامب لأحد مستشاريه المقربين في مجلس الأمن القومي، ستيفن بانون، على قرار الدولة بحظر 7 دول من السفر إليها. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن سياسة ترامب الخارجية بعيدة عن إقالة أو تعيين شخص، لأنه يريد وضع سياسية مغايرة لما كانت عليه في عهد أوباما وهيلاري كلينتون، تهدف إلى أن تكون أمريكا أكثر آمانًا وبعيدًا عن أي توتر في العالم.