تمر اليوم الذكرى الأربعون لرحيل العندليب عبدالحليم حافظ أسطورة الغناء فى كل العصور ولِمَ لا وذكراه تملأ الدنيا حتى بعد 40 عاماً من رحيله، وسؤال يتكرر كل عام.. ما السر فى أسطورة العندليب، وكيف يزداد توهجاً بمرور السنوات؟ عبدالحليم كان حالة وكاريزما مختلفة ربما لم يسبق لها مثيل مع اعترافنا الكامل بأستاذية وفن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وموهبة فريد الأطرش. العندليب خطف القلوب والأسماع منذ الوهلة الأولى، حينما غنى «صافينى مرة»، عام 1954، معانى مختلفة وبصوت حنون وجذاب لأقصى درجة استعمر قلوب الشباب والكبار أيضاً، لم يكتف بموهبته بل ظهر معه شعراء وملحنون شاركوا بقوة فى صنع الأسطورة محمد الموجى وكمال الطويل وبعدهم بليغ حمدى وسمير محبوب ومحمد على أحمد والجواهرجى مرسى جميل عزيز. دخل مجال السينما فى بداية حياته بمجموعة من الأفلام مع كبار نجمات السينما فى ذلك العصر وقام ببطولة 16 فيلماً على مدى 14 عاماً فى الفترة من عام 1955 حتى عام 1969 غنى خلالها أعذب الأغنيات. عندما تسمعه أو تشاهده على الشاشة تجذبك من أول وهلة بنظرة البراءة والشقاء والبؤس فى بعض الأحيان بحكم أنه نشأ يتيماً، وأصيب بالمرض اللعين، وهو فى بدايات الطريق. الحالية والكاريزما لا يشعر بها إلا من عاش عصر العندليب، شعرت بذلك بنفسى حينما كنت طفلاً وصبياً لا أنسى كلمة «النهاردة حفلة عبدالحليم»، تشعر أنه يوم عيد حقيقى خاصة عندما كان يغنى ويبدع فى ليلة عيد الربيع ليلف الملايين حول الراديو أو التليفزيون ليستمتعوا ويشاهدوا الأغنية الجديدة. الحالة كانت تصيب الجميع بحالة من الرومانسية والنشوى والشجن ومتعة الاستماع لأجمل وأحن صوت وأعذب الكلمات وأجمل الألحان أغانى الحفلات محفورة فى وجدان الملايين، وتمثل الأيام الخوالى والليالى الساحرة فى أغنيات العندليب الكلاسيكية «زى الهوا، موعود، مداح القمر، رسالة من تحت الماء، حاول تفتكرنى، يا مالكاً قلبى، فاتت جنبنا، أى دمعة حزن لا، نبتدى منين الحكاية» وأخيراً «قارئة الفنجان».. روائع نستمع وتستمتع بها فى كل يوم وليلة. حالة العندليب أيضا ظهرت جلياً فى أغانيه الوطنية التى عبرت عن فترات الانكسار والانتصار. من ينسى «حكاية شعب» و«عدى النهار» و«فدائى» و«البندقية اتكلمت» و«لفى البلاد يا صبية» و«صباح الخير يا سينا»، على صوته الحنون عشقنا الوطن وعشقنا الحب والرومانسية، حالة الوهج عند العندليب مستمرة رغم مرور 40 عاماً على رحيله.