فى مثل هذا اليوم وبالتحديد مساء 26 يوليو 1953 كان الظهور الحقيقى الأول للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ فى حفل حديقة الأندلس فى العيد الأول لثورة 23 يوليو، قدمه على المسرح عميد المسرح العربى يوسف وهبى ليعلن عن مولد مطرب جديد من رحم الثورة. غنى عبدالحليم فى هذا الحفل «صافينى مرة» ونال إعجاب جميع الحاضرين منذ تلك الليلة. دخل عبدالحليم دائرة النجومية بشكل حقيقى وأصبح خلال فترة وجيزة مطرب ذات ثقل كبير، بأداؤه المختلف ومعانى جديدة فى الغناء، ومعه كوكبة من نجوم التأليف والتلحين خلال الأيام القليلة الماضية ملأ صوت حليم الإذاعة والتليفزيون بأغانيه الوطنية الرائعة التى أرخت للأحداث الوطنية التى عاشتها مصر هذه الروائع تشكل تأريخاً لهذه الأحداث بأغنيات «حكاية شعب»، «ثورتنا المصرية»، «بالأحضان»، «صورة»، «على رأس بستان الاشتراكية»، «المسئولية بالأحضان»، «أحلف بسماها». عبدالحليم مطرب من الصعب أن ننساه، مرت 63 عاماً على ظهوره الأول، ومع ذلك مازال صوته حاضراً وبقوة، شكل بالفعل وجدان المصريين فى أحداث جسام، انتصارات وانكسارات عبر عنها العندليب بصدق ليكتب له المولى سبحانه وتعالى أن تخلد ذكراه وأن تبقى أغانيه أبد الدهر سواء العاطفية أو الوطنية حينما قدمه يوسف وهبى كان يشعر بالفعل أنه يقدم مطرب سيكون له شأن كبير فى عالم الغناء، ليصبح عبدالحليم أقوى معبر عن أرقى الأحاسيس ومُلهب المشاعر، إنه بالفعل أسطورة الغناء فى كل العصور.