إيمانًا، بضرورة تبادل الخبرات العسكرية، يسعى الجيش المصري كل فترة، لإجراء تدريبات مشتركة ومناورات عسكرية مع جيوش العالم وتحديدًا العربية، وتشمل تدريبات برية وبحرية وجوية، تقوى العلاقات العسكرية بين مصر وبلاد العالم. واصلت، أمس السبت، القوات المسلحة المصرية والإماراتية، تنفيذ فعاليات التدريب المشترك "زايد 2"، والذي تشارك به عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية من الجانبين. يأتي التدريب ضمن الخطة السنوية للتدريبات المشتركة، وفي إطار العلاقات المتميزة بين الدولتين الشقيقتين، ومن المقرر أن يستمر حتى نهاية الشهر الجاري. وشملت المراحل الأولى من التدريب العديد من المحاضرات النظرية لتوحيد المفاهيم والتعرف على الخبرات القتالية لدى الجانبين، وتم تنفيذ طوابير التدريب التكتيكي، والرمايات التقليدية وغيرالتقليدية باستخدام الذخيرة الحية لمختلف الأسلحة، ومن أوضاع الرمي المختلفة. وكذلك التدريب على المهارات الأساسية في الميدان وأعمال الاستطلاع واستغلال طبيعة الأرض، كما نفذت القوات المشاركة من الجانبين عددًا من الطلعات الجوية وتشكيلات الإبحار نهارًا وليلًا، بجانب عدد من الأنشطة التدريبية لجميع العناصر التخصصية المشاركة في التدريب. تدريبات سابقة لم يكن التدريب العسكري الأول، الذي تقوم به القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع جيوش العالم، فقد شهد عام 2016 الماضي، العديد من المناورات العسكرية التي جمعت دول العالم مع مصر. ففي مارس عام 2016، وقع تدريب عسكري مشترك بين مصر وفرنسا، وتحديدًا القوات الجوية الفرنسية، والبحرية المصرية، على سواحل محافظة الإسكندرية، قامت خلالها القوات الجوية للدولتين، بالتدريب على طلعات التعارف والاستطلاع لحماية الأهداف المهمة. خلال المناورة العسكرية الشهيرة تم تنفيذ أنشطة عسكرية عدة، كان منها: "إدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، والقيام بأعمال استطلاع جوي وبحري، واعتراض الأهداف المعادية التي تظهر مدى قدرة القوات المشتركة على تنظيم التعاون، وتنفيذ المهام المخططة بدقة وكفاءة عالية". وبعدها بقليل، اشتركت مصر في العرض العسكري الأضخم من نوعه، والذي أقيم في مدينة الملك خالد العسكرية بالسعودية، اشترك فيها الجيش المصري مع جيوش أكثر من 20 دولة، بواقع 350 ألف جندي، و2540 مقاتلة و20 ألف دبابة و460 مروحية، ومئات السفن، واستمرت لمدة أسبوعين. وكانت المناورة تهدف إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول. ولم تقتصر تدريبات الجيش المصري على الدول العربية فقط، ولكن شاركت القوات المسلحة المصرية مع القوات الروسية في تدريبات "حمادة الصداقة" عام 2016، في مدينة الحمام بمنطقة العلمين المصرية. وشمل التدريب، عدة أنشطة وفعاليات، هدفت إلى تبادل الخبرات التدريبية لمهام الوحدات الخاصة، وتنفيذ أعمال الإسقاط الخفيف والمتوسط والثقيل للأفراد والمعدات والمركبات لعناصر مشتركة من الجانبين. واختتم عام 2016، بتدريبات "جاسر 110"، والتي نفذها جنود الجيش المصري، بالاشتراك مع قوات الدفاع الجوي المصري، واستمرت عدة أيام، وتضمنت إجراءات التحضير والتنظيم وتنسيق التعاون بين الوحدات المنفذة لصد الهجمات الجوية المعادية، وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة بالدولة، وتم التدريب على صد الهجمات الجوية المعادية، وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة بالدولة التي تقع في نطاق المسئولية، واجراءات فرض السيطرة الكاملة على المجال الجوي. فوائد التدريبات المشتركة استطلعت "الوفد" آراء عدد من الخبراء الاستراتيجيين عن فوائد تلك التدريبات والمناورات العسكرية المتتالية، إذ أكد اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزر الداخلية الأسبق، أن التدريبات المشتركة تعمل على تبادل الخبرات بين جيوش العالم، واكتساب خبرات وطرق تسليح جديدة ومتطورة. وأضاف في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن لكل جيش أسلوب في الحرب وطريقة مختلفة في التسليح، والتدريب المشترك يفتح الباب للاطلاع على تلك المسارح العسكرية والاستفادة من كل ما يدور فيها، والوصول إلى أساليب تعاون جديدة ومبتكرة، والعمل على حل المشكلات التي تواجه الجيوش العربية. وأشاد بعدم اقتصار تلك التدريبات التي تعد أحد أهم صور التعاون العسكري بين الجيوش على الدول العربية فقط، وذلك من أجل التعود على مسارح العمليات في دول الغرب، وطريقة تفكيرهم العسكرية التي تختلف عن العربية بالطبع. ويقول، اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن تلك التدريبات تعد بمثابة رسالة قوية لردع الإرهاب في المنطقة، والتأكيد على وحدة الدول العربية دومًا، وتبادل الخبرات العسكرية بين جيوش العالم. وأوضح في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أنها مجال مناسب لإبرام الإتفاقيات العسكرية وصفقات السلاح المتنوعة وتعيد للجيوش العربية ريادتها في المنطقة.