يُمكننا اعتبار 2016 هو عام تسليح وتقوية الجيش المصري، بعدما خاض ضروبًا من المعارك الإرهابية خلال ثلاث سنوات مضت، حي قامت مؤسسة القوات المسلحة منذ مطلعه بعقد الكثير من صفقات تطوير وتنويع السلاح، وقام جنوده بأكثر من مناورة عسكرية بالاشتراك مع جيوش العالم، لتعزيز وتقويه خبراته. "حماة الصداقة 2016" آخر هذه المناورات، ما أعلنت عنه القوات المسلحة، الأربعاء الماضي، وبدأ منذ قليل، وهو مناورة "حماة الصداقة 2016"، مع روسيا، التي تؤديها وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوية الروسية، خلال الفترة من 15 إلى 26 أكتوبر بمنطقة التدريبات المشتركة بالمدينة العسكرية بالحمام بمنطقة العلمين المصرية. وأعلنت القوات المسلحة أن التدريب المشترك، الذي يجري للمرة الأولى في مصر يشتمل على العديد من الأنشطة والفعاليات والتي تتضمن تبادل الخبرات التدريبية لمهام الوحدات الخاصة، وتنفيذ أعمال الإسقاط الخفيف والمتوسط والثقيل للأفراد والمعدات والمركبات لعناصر مشتركة من الجانبين. وأشارت إلى أن التدريب يأتى في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة المصرية للعام التدريبي الثاني، والتي تضمنت العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية والإفريقية الشقيقة والدول الصديقة، وصلت إلى أكثر من 30 تدريبًا. "رعد الشمال" ومن أشهر المناورات التي خاضها الجيش المصري خلال العام الحالي، مناورة "رعد الشمال"، التي قام بها الجيش المصري بالاشتراك مع جيوش أكثر من 20 دولة، خلال آواخر فبراير الماضي، وتحديدًا في 26 منه. هدفت المناورة إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، وصولًا إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لتنفيذ مهمات مشتركة. شارك في المناورة العسكرية نحو 350 ألف جنديًا، واستخدمت 2540 مقاتلة و20 ألف دبابة و460 مروحية، ومئات السفن، وظلت تعمل سويًا لمدة إسبوعين، فتعتبر العرض العسكري الأضخم من نوعه. أقيمت المناورة العسكرية في مدينة الملك خالد العسكرية، في حفر الباطن بمشاركة 20 دولة، وعددًا من الفروع العسكرية هي سلاح المدفعية، والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية. "رمسيس 2016" ومن روسيا إلى فرنسا، التي أقامت مناورة رمسيس 2016 مع الجيش المصري، باستخدام عناصر القوات الجوية والبحرية، واستمرت لعدة أيام خلال شهر مارس الماضي، أمام سواحل محافظة الإسكندرية والمجال الجوي المصري. كانت المناورة في إطار خطة تطوير التدريبات العسكرية وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار لاتخاذ أوضاعها الهجومية والدفاعية، وسرعة رفع درجات الاستعداد لإدارة عمليات قتالية بحرية والتعامل مع الأهداف المعادية بكفاءة عالية، بمشاركة العديد من الوحدات والقطع البحرية من الجانبين. "جاسر- 110" أما مناورات "جاسر- 110"، فنفذها الجيش المصري، بالاشتراك مع قوات الدفاع الجوي المصري، واستمرت عدة أيام، وكانت في إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة. ووقعت المناروة في 16 فبراير الماضي، وتضمنت إجراءات التحضير والتنظيم وتنسيق التعاون بين الوحدات المنفذة لصد الهجمات الجوية المعادية، وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت الهامة بالدولة، وكذلك إجراءات فرض السيطرة الكاملة على المجال الجوى. وتم التدريب على صد الهجمات الجوية المعادية، وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة بالدولة التي تقع في نطاق المسئولية، واجراءات فرض السيطرة الكاملة على المجال الجوي، والتصدي لكل التهديدات وتنفيذ المهام المخططة والطارئة تحت مختلف الظروف. "أهداف متعددة" التدريبات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري كل فترة مع جيوش العالم، لها فوائدة عدة، حدثنا عنها اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزر الداخلية الأسبق، موضحًا أنها تعمل على تبادل الخبرات العسكرية، والاطلاع على أحدث أنواع الأسلحة التي توصل لها الطرف الآخر. وأضاف فؤاد: "المناورات تعود الجنود على مسرح الحرب والعمليات العسكرية، التي قد تحدث في أي وقت، سواء في الخليج أو الدول العربية"، مشيرًا إلى أن التدريب المشترك يُنمي العلاقات بين الجيوش، ويعطيهم فرصة لبحث أساليب التعاون. ولفت إلى أن لكل جيش حول العالم، أساليبه وقواعده ونظامه الخاص، ويتيح التدريب المشترك بحث تلك الأساليب والأخذ منها، والوصول إلى أساليب تعاون جديدة ومبتكرة، والعمل على حل المشكلات التي تواجه الجيوش العربية، سواء كانت في السلاح الجوي أو البري. "رسالة للعالم" وأشار اللواء نبيل أبو النجا، مؤسس أول مجموعة قتالية بالفرقة "999"، إلى أن مناورات الجيش المصري مع دول العالم، تعمل على تعزيز التعاون العسكري بينهم، وترفع من الإمكانيات القتالية للقوات المصرية، لأنها تكون بمثابة تدريب عملي، وكأن الجنود في ميدان المعركة. ولفت إلى أن تعدد وتنوع المناورات التي تقوم بها مصر، سواء مع دولة عربية كالسعودية، أو أوربية مثل فرنسا، فهي رسالة للعالم أن الجيش المصري منفتح على كل جيوش العالم، ولا يتقصر تعاونه على جيش دولة بعينه، كما يعطي رسائل للعدو أن الجيش المصري قيد التدريب طوال الوقت.