سلطنة عمان تقود مبادرة حضارية لتصحيح صورة العرب والمسلمين فى العالم

تحت شعار «افعل شيئًا من أجل التسامح»

من على ضفاف الخليج العربى وتحديدا من سلطنة عمان انطلقت مبادرة حضارية ناجحة لتصحيح صورة العرب والمسلمين فى العالم .
ففى بوخارست افتتحت فعاليات معرض «رسالة الإسلام» الذى تنظمه السلطنة فى مختلف إنحاء العالم.
حط رحاله منذ أيام فى رومانيا، حيث تشرف على تنظيمه ممثلة لسلطنة عمان وزارة الأوقاف والشئون الدينية، بالتعاون مع قسم حوار الأديان فى كلية اللاهوت التابعة لجامعة بوخارست والمركز الثقافى الأوروبى - الرومانى العربى.
زار المعرض حتى الآن أكثر من 100 محطة حول العالم فى أكثر من 30 دولة ناقلًا صوت التسامح. وتم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام 2010، ويحمل عنوان: «التسامح والتفاهم والتعايش- رسالة الإسلام من سلطنة عُمان» ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين الشعوب، وقد اكتسب قبولًا متناميًا فى الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات وأهمها اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.
يتجول المعرض فى المدن الرئيسية تعبيرًا عن السياسات التى يوجه بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، وعن مواقفه الداعية الى تفعيل حوار الحضارات ونبذ التعصب والجمود والعنف والتطرف والمذهبية والإرهاب.
تم خلال حفل الافتتاح إطلاق حملة :«افعل شيئا من اجل التسامح» لجمع أكبر عدد ممكن من المشاركات- فى هذا الإطار- تعزيزًا لنشر ثقافة التعايش بين قطاعات الشباب والفتيات فى كل دول العالم.
اشتمل المعرض على خمسين لوحة تعرض لأول مرة باللغة الرومانية معبرة عن أوجه الحياة العامة فى سلطنة عُمان، وما شهدته من تطور مستمر بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان . وضم مجموعة من اللوحات من الفن التشكيلى العمانى والخط العربى بالإضافة إلى عرض بعض التحف العمانية .
أقيم على هامش المعرض عرض لبعض الكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضارى وتعميق الفهم المشترك للقيم الإنسانية. بالإضافة إلى استعراض عدد من الكتب المتعلقة ببعض المعارف الدقيقة كالفلك والطب وعلم البحار، وذلك من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين فى السياق العالمى للمعرفة والثقافة والعلوم.
كما اشتمل المعرض الذى يقام فى مركز بلازا إيطاليا احد أهم المراكز فى رومانيا على لوحات من « فن الظلال»ن والذى يقدم للجمهور قيمًا روحيةً بالدمج بين عدد من الفنون، كالخط العربى والزخرفة وعامل الضوء، لتشكل فى مجموعها لوحات فنية معبرة، وقدم المشروع أربعة نماذج مستمدة من الدعاء والسلام والأخلاق.
ضم المعرض رسائل عالمية وهو حملة إعلامية تهدف إلى نشر ثقافة التعايش والسلام؛ والتسامح والوئام؛ عبر نشر بطاقات تعبر عن هذه القيم فى وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات.
تمثلت الحملة المصاحبة للمعرض فى عبارة: «افعل شيئًا من أجل التسامح» التى تهدف إلى تمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التى يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط فى نشر ثقافة التسامح فى المجتمعات الإنسانية، وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملى فى المحيط الذى هى فيه.
وجاء اختيار هذا الشعار إيمانًا بأهمية قيمة التسامح فى ردم الهوة فى العلاقات المتوترة، وتقريب وجهات النظر المختلفة، وإيجاد مساحات مشتركة فى أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام. مع مناسبة هذا الشعار للأفراد فى محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول.
وتم حتى الآن إصدار سبع بطاقات لهذه الرسائل: الأولى تحمل رسالة « وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا» وهى جزء من آية كريمة تقرر سنة التعارف كأساس للتعاملات بين الشعوب والقبائل؛ فهى ميزة إنسانية فى غاية الأهمية تأخذ أبعادها من كون الاختلاف والتنوع عوامل تكامل وانتظام لا عوامل تفرق وانتقام.
والثانية تحمل رسالةك « أحب للناس ما تحب لنفسك» وهى جزء من حديث نبوى شريف؛ يعمق فى النفس الشعور بأهمية الأنفس الأخرى وتقديرها، ويلفت نظر الإنسان إلى أنه ضمن مجموع إنسانى يتأثر ببعضه البعض، فإن كان يود لنفسه خيرا فليحب ذلك لغيره، ولو فعل كل فرد بهذا التوجيه لقلت نسب التنافس غير الشريف وما يتبعها من أخلاق مذمومة.
والثالثة تحمل رسالة: «خالق الناس بخلق حسن» وهى كذلك جزء من حديث نبوى شريف وتحمل مفهومًا إنسانيا بجعل الأخلاق هى محور التعاملات بين البشر، وأساسًا للتعايش فيما بينهم، نظرًا لما تمثله القيم والأخلاق من تأثير روحى ونفسى عميقين، وعلى الخصوص لدى أتباع الديانات.
والرابعةك «وبالوالدين إحسانًا» وهى جزء من آية قرآنية كريمة تدفع الإنسان إلى تقدير الوالدين واحترامهما، وبذل الخير لهما، والإحسان إليهما بكل جميل ومعروف، وتم اختيار هذا الشعار ضمن حملة قيمة التسامح لارتباطها الوثيق بهذا الخلق.
والخامسة بعنوان: «أد الأمانة إلى من ائتمنك» من أجل تعزيز خلق الأمانة بين الناس، كقيمة مهمة فى التعاملات الإنسانية.
والرسالة السادسة بعنوان: «لنفسك عليك حق» وذلك للإشارة إلى أهمية الاهتمام برفع القيم فى النفس، والتركيز عليها فى البناء الأخلاقى.
والرسالة السابعة بعنوان: «أفضل الناس أنفعهم للآخرين» للتأكيد على مبادئ التعاون بين الناس ونشر ثقافة العمل المشترك فى مجال النفع العام والعمل التطوعى والخيرى.