استدعت الخارجية التركية،اليوم الثلاثاء، القائم بأعمال السفير الألماني لدى أنقرة على خلفية تصريحات رئيس المخابرات الألمانية المتعلقة بالمعارض فتح الله غولن. وجاء في بيان صادر عن الخارجية التركية: "وجهت دعوة للقائم بأعمال السفير الألماني لدى تركيا لزيارة وزارة الخارجية حيث أبلغ برد فعلنا على تصريحات رئيس مصلحة الاستخبارات الألمانية حول عدم قناعته بتورط تنظيم فيتو (حركة "خدمة" التي يتزعمها غولن) في محاولة الانقلاب العسكري". وشددت الخارجية التركية في بيانها على أن "جميع البراهين كشفت وسجلت محادثات الانقلابيين التي تثبت صلاتهم بمنظمة فيتو". وأدان البيان موقف رئيس الدائرة الفدرالية للاستخبارات الألمانية، برونو كال، الذي كان صرح في ال18 مارس لصحيفة "Der Spiegel"، بأنه يشك في أن غولن، المقيم حاليًا في الولاياتالمتحدة، يقف وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، التي شهدتها تركيا يومي ال15 وال16 يوليو من العام الماضي. وقالت الخارجية التركية: "هذه التصريحات كشفت أسلوب التسامح والحماية، الذي تمارسه الحكومة الألمانية تجاه تنظيم غولن"..."ألمانيا لا يزال فيها نواب وقضاة ومئات من أعضاء فيتو، الذين أدت أعمالهم الخاصة بالتنصت غير القانوني وتزييف الوثائق إلى تضرر مئات الأبرياء". يذكر أن العلاقات بين تركياوألمانيا تشهد مؤخرًا توترًا، على خلفية اعتقال السلطات التركية الصحفي الألماني من صحيفة "Die Wielt" دينيز يوجيل، وازداد الوضع تعقيدًا بعد أن ألغت سلطات مدينة غوغيناو الألمانية تجمعًا للجالية التركية المحلية كان من المخطط أن يجري بمشاركة وزير العدل التركي، بكر بوزداغ، مبررة قرارها بدوافع أمنية، ليتم لاحقًا منع إجراء سلسلة من الفعاليات الدعائية المماثلة بمشاركة وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكتشي في مدينتي كولونيا وفريهين، ووزير الخارجية التركي جاويش أوغلو في مدينة هامبورغ. وأثارت هذه الخطوات الألمانية غضب الرئيس التركي أردوغان، الذي اتهم السلطات الألمانية باستخدام "ممارسات نازية" وقال أردوغان، في ال5 مارس، أمام تجمع حاشد لأنصاره في إسطنبول، موجهًا كلامه لبرلين: "أنتم في ألمانيا لا علاقة لكم بالديمقراطية، وعليكم أن تعلموا أن تصرفاتكم الحالية لا تختلف على الإطلاق عن تصرفات النازيين"، كما اتهم الرئيس التركي السلطات الألمانية، وعلى رأسها المستشارة أنغيلا ميركل، بدعم الإرهاب على أراضيها. وتعيش في ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم تضم نحو 1.4 مليون نسمة.