نقرأ أخبارا وأقوالا للبعض ممن يقصدون إثارة الشجار والشحان بين المصريين والمصريات لأسباب واهية تشغل الناس بأشياء تافهة تفاهة الذين دأبوا هذه الأيام علي إثارتها!، تصريحات غير مسئولة تصدر بشأن سياحة مصر وكيف أنها لابد أن تذهب إلي الجحيم ما دام الفجار من السياح يأتون لمصر يشربون المنكر ويتركون نساءهم يخطرن في مايوهات «البكيني» علي شواطئنا المصرية!، ولأن «البكيني» أهم ما في قضية السياحة المفتعلة، وشرب بعض السياح الخمور مما لا يجوز في مصر، فإنه لابد أن تنعقد علي الفور اجتماعات وندوات حول هذا الأمر بالتحديد!، وتصدر تصريحات للبعض ممن يحسبون علي قوي دينية مؤداها أن «فلانا» لديه الخطط البديلة لسياحة البلاد بشرط تجنب هذه «المنكرات»، حيث مصر فيها مزارات لسياحة دينية نشيطة - أو لابد من تنشطيها - لكي تتجنب السياحة المصرية منكرات ومسكرات السياحة المعتادة!، وبعد ذلك علينا أن نأخذ الأمر بالصرامة البالغة فنصادر علي السائحين حرياتهم في أن يعيشوا في بلادنا إذا ما أتوا للسياحة حياتهم المعتادة!، ثم تأتي أخبار بأن جماعة «للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف».. علي غرار الجماعة الأصل في السعودية - قد تكونت في مصر!، وأنها قد بدأت العمل في القاهرة والأقاليم ببعض الحوادث التي تعرض فيها أعضاء الجماعة للناس يفرضون عليهم.. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - بالفظاظة اللازمة حتي يروعوا كل من تخالف ومن تخالف! وربما رأت شابة عاملة أن من حقها أن تكون سافرة الوجه، فإذا بها تكتشف أن زميلها في العمل من أصلاء هذه الجماعة التي لا يعرف لها ومن أين استصدرت ترخيصا بالعمل بين الناس!، فإذا بها- أي الشابة - تري في تدخل زميلها في طريقة ملبسها أو مظهرها بوجه عام ما يستوجب دفاعها عن نفسها ولو أدي الأمر إلي شجار في مكان العمل!، وقد يري رجل أن تدخل غرباء في حياته الشخصية مما لا يحق لهم!، ولابد هنا من الصدام الذي تبدو نذرة علي المستوي الفردي، ولكنه قد يتسع إذا ما صادف الأمر التدخل الجماعي في الشئون الشخصية لجماعات وطوائف من المواطنين!، ونحن علينا في هذه المرحلة الحافلة بالأزمات والمشاكل أن نلزم كل إنسان حدوده!، وأول ذلك احترام حريات الآخرين في الجيرة والعمل وغير ذلك من مجالات الحياة، علينا أن نبادر إلي ذلك، قبل أن نفيق لنجد أنفسنا أمام متاعب عانت منها الدولة الأم في إنشاء وحركة مثل هذه الجماعة وغيرها.