إن أخطر ما يخيفنا فى تلك الظروف التى تمر بها مصر هو انزلاقها فى الفتنة الطائفية التى قال عنها رسول الله الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها، وهى التى مزقت الوحدة العربية والإسلامية وأضاعت هيبتها حتى أصبح العالم العربى والإسلامى عاجزاً عن القيام بدوره وتحمل مسئولياته وإذا نظرنا الآن لما يدور من حولنا فى عالمنا العربى لنجد الآتى: كانت الصراعات الطائفية معصورة بين السعودية من جهة وإيران من جهة أخرى (الشيعة والسلفية) وأما الآن انحياز قطر مؤيدة للسعودية ويبدو أن هناك صفقة عقدت فيما بينهما لأن الجميع يعلم بأنه لا يوجد وفاق (عمار) بين السعودية وقطر. وأيضاً قطر لا يهمها تطبيق الشريعة من عدمه ولكنها تنفذ ما تريده السعودية حسب الاتفاق وهو (الهيمنة على العالم العربى والإسلامى) تحت مسمى الإسلام وتطبيق الشريعة مستخدمة (الإخوان والسلفيين) بالدعم المادى المفرط والكل يلعب دوره، فكان الدور الأبرز لدولة قطر: أولاً: قامت قطر ببناء مسجد كبير يسع أكثر من 30 ألف مصل (مسرح كبير) وأطلق عليه اسم (محمد بن عبدالوهاب) السلفى وأثناء افتتاح المسجد دعا أمير قطر الأمة الإسلامية بترك البدع واستلهام تجربة الدعوة الوهابية (السلفية) والكلام لكى يا جارة (الأزهر الشريف) وقد تناقلته جميع وسائل الإعلام وأيضاً جريدة «الرأى» الكويتية فى عددها الصادر بتاريخ 17 ديسمبر 2011 صفحة 18 وأيضاً موجود على موقع المسجل «جوجل». ثانياً: قامت قطر وحليفتها بدعم السلفية والإخوان بما أفقد الانتخابات شرعيتها وديمقراطيتها من أجل تمكين الإخوان والسلفيين من العصمة البرلمانية فى مصر ثم الانتخابات الرئاسية، وهذا ليس من أجل تطبيق الشريعة لأن مصر هى أم الإسلام (أما الهدف هو تصدير الفتن الطائفية لمصر). نشرت جريدة «السياسة» الكويتية فى يوم السبت الموافق 19/11/2011 فى صفحتها الأولى وصفحة رقم 21 بالآتى: بأن أعلن مصدر مصرى رسمى بأن لجنة تقصى الحقائق فى وزارة العدل المصرية بأن هناك تمويلاً خليجياً للجمعيات وأوضحت أن جمعية إحياء التراث الكويتية قامت بدعم جمعية أنصار السنة المحمدية (السلفية) وهى ثانى أكبر جمعية سلفية فى مصر بمبلغ 114.493 مليون دولار وأيضاً جمعية المنار ورئيسها (الشيخ عيد آل ثانى) القطرية بمبلغ 181.724 مليون للجمعية نفسها وأيضاً الإمارات 86 مليوناً (وما خفى كان أعظم). ونحن نتساءل ما هى المواقف التى اتخذتها وزارة العدل فى هذا الشأن؟ وما موقف تلك الدول من الثورات العربية؟ نجدها تدعم بعض الشعوب العربية ضد أنظمتها مثل ما فى ليبيا وسوريا ومن جهة أخرى تدعم وتساند النظام ضد شعبه مثل ما فى اليمن والبحرين وقطر بل ودفعت 10 مليارات لكل من تلك الدول. وتعلن السعودية اتحاد دول التعاون وتضم لعضويتها المغرب والأردن وتدعمهما بمبلغ 5 مليارات دولار ليكتمل المخطط. ومصر التى وقفت مع الجميع وتمر الآن بظروف صعبة لمدة 10 شهور لم تجد موقفاً سوى التآمر عليها فى الظاهر والباطن للنيل من وحدتها واحتلال مكانها، وزعزعة أمنها من أجل تخليها عن دورها كدولة عظمى فى الشرق الأوسط وهذا لم ولن يكون. ولسوف تخرج مصر من أزمتها وتعود لمكانتها الطبيعية كدولة واحدة فى الشرق الأوسط بل وفى العالم كله. وأنتم لن يغفر لكم الشعب المصرى فى يوم من الأيام ولن ينسى مواقفكم وأدواركم التى لعبتموها وحفظ الله مصر من أمثالكم. ونهيب بالشعب المصرى ألا يعطيهم الفرصة ويفهم ما يدور حوله وحفظ الله مصر من شرورهم. محمد صلاح زايد