قال الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد كُتاب مصر والأمين العام للاتحاد الأدباء والكُتاب العرب إن المعركة القادمة فى مصر ستكون بين التشدد والتحرر, لأن الفكر المُتشدد لا يرى إلا نفسه فقط بينما الثقافة تعني التحرر والتنوير وقبول الرأي الآخر والحوار معه. جاء ذلك فى حفل توقيع أحدث رواياته "أجنحة الفراشة" الذي اُقيم أمس بنادى روتارى القاهرةجنوب برئاسة الأستاذ مجدى الشيشتاوى وسكرتير النادى الدكتورة ايمان سلام. وأكد سلماوى أن البرلمان القادم لا يُعبر عن مصر التى نعرفها لأن القوى الثورية كانت تتظاهر فى الشارع وتركوا الانتخابات لذوى الاتجاهات الدينية. وعن "أجنحة الفراشة" وأدب سلماوي قال المصور السينمائي الكبير رمسيس مرزوق الذى حضر حفل التوقيع إن أهم ما يُميز أدب سلماوى الصورة التى تظهر فى رواياته والتى تُماثل كادر الكاميرا فى السينما؛ حيث تُظهر الأماكن والشخوص بتعبيراتها وانفعالاتها وهو ما يجعل أدب سلماوى أقرب للصورة السينمائية. وتحدث سلماوى عن سبب اختياره لاسم روايته "أجنحة الفراشة" قائلا: "يعود اختيارى لهذا الاسم إلى أن أحد أنواع الفراشات القديمة حينما تُفرد أجنحتها تُصبح كبيرة الحجم بعد أن كانت دودة صغيرة ومن ثم تطير وتنطلق نحو الحرية؛ ولقد كتبت تلك الرواية وانتهيت منها قبل الثورة المصرية والتونسية بفترة كبيرة؛ إلا أن الظروف منعت دار النشر من طبعها". مُعربا عن سعادته بعدم طبعها بعد ثورة تونس حتى لا يُقال إنه استوحى فكرتها من الثورة التونسية؛ كما علق سلماوي على عدم نشر الرواية قبل ثورة 25 يناير قائلاً: "لو نُشرت روايتي قبل الثورة كنت هكون فى السجن دلوقتى!", متوقعا أن الجهات الأمنية لن تُصدق أنه ليس على علاقة بالأحداث وهو ما حدث بعد نشر الرواية والتطرق إلى انها كُتبت قبل الثورة بعام. وعن الاتهامات التى وُجهت إلى أدب نجيب محفوظ مؤخراً والادعاءات التي وصفته بأنه أدب يُشجع على الرذيلة, نفى سلماوي خلال الحفل تلك الادعاءات جُملة وتفصيلا مؤكدا أن الأدب يكشف المجتمع بجميع عوراته, وينقل صورة واقعية للأشخاص الذى يعيشون فيه ولا يتحدث عن عالم خيالى . وحول اتهام يوسف إدريس لمحفوظ بأنه حصل على نوبل لأنه كان مُؤيدا لمعاهدة كامب ديفيد قال سلماوى إن نوبل جائزة ليس لها علاقة بالسياسة وتتمتع بقدر كبير من السرية؛ كما أنه ظل برفقة نجيب محفوظ 30 عاماً ورافقه لاستلام الجائزة وكان مصاحبا له في العديد من المحافل الدولية؛ نافيا أن يكون محفوظ قد حصل على نوبل نتيجة تأييده لاتفاقية كامب ديفيد خاصة أن الاتفاقية كانت عام 1979 وجائزة نوبل حصل عليها الأديب الكبير عام 1988 أى بعد تسع سنوات من إبرامها. وحكى سلماوى موقف الأديب يوسف إدريس من ذلك قائلا: "البعض قال للأديب يوسف إدريس -على غير الحقيقة- أنه كان مُرشحاً لنيل الجائزة عام 1988 وهو ما آثار غضبه بعد فوز محفوظ بها؛ وكان إدريس فناناً مُرهف الحس يثور سريعا ويهدأ سريعا, لذلك قال ذلك أمام بعض الإعلاميين وهو غاضب وفى ثورته". واضاف سلماوي أنه كان شاهدا على عظمة الأديبين الكبيرين فقد كان برفقة محفوظ عندما اتصل به إدريس هاتفيا ليعتذر له قائلا: "ماتزعلش منى على الكلام اللى سمعته"..فرد عليه محفوظ بأدب وتواضع العظماء وقال: "ومين قالك انى سمعت حاجة؟". ورداً على سؤال أحد الحضور حول الوجه الحقيقى لنجيب محفوظ بعيداً عن رواياته قال سلماوى إن الأديب نجيب محفوظ كان خلوقاً إلى حد بعيد, ففى أحد المرات بعد فوزه بنوبل بعام اتصل بسلماوى وفد من نوبل أرادوا أن يلتقوا به وحدد لهم سلماوى موعداً فى أحد الفنادق القريبة من منزل محفوظ؛ وذهب إلى الأديب الكبير -الذى لم يمتلك سيارة فى حياته وكان يُحب المشى- وبعد أن سار محفوظ مع سلماوى وقاما بعبور أحد الشوارع نادى على محفوظ بواب إحدى العمارات كى يُسلم عليه فعاد محفوظ إليه وسلم عليه بحرارة؛ وحينما قال له سلماوى سوف نتأخرعلى وفد نوبل رد عليه محفوظ وهو يُشير إلى البواب: "هؤلاء هُم الذين أعطونى نوبل!!".