أكد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي توماس فريدمان أن مصر يجب أن تكون فخورة بالانتخابات الديموقراطية أن المرحلة الانتقالية تسير بسلاسة ومرونة وسلمية كبيرة وأن ماحدث من نزيف دماء وعمليات عنف وفوضي هو من سمات المرحلة الانتقالية و أن ما حدث في مصر لم يتوقعه أحد واشاد بإجراء الانتخابات البرلمانية بشكل نزيه .وأكد أن الفوضي والأمية هو التحدي الأكبر وأكبر أعداء مصر حيث أن مصر ليس لها أعداء قريبين . وقال أن الأمور تسير في نصابها الصحيح نحو برلمان منتخب وديموقراطي وصياغة دستور توافقي وأن التغيير عملية مستمرة في مصر رغم ما شابه الشكوك وعدم التأكدواعتبر أنه متفائل لأنه ينظر للأمور من أكثر من اتجاه وأن المتشائم هو الذي ينظر للأمور من زاوية واحدة ويعتبر أن المرحلة الانتقالية بعد الثورة قفزة للإمام وتحتاج لجهود كثيرة وأن مصر تسير للإمام . وأشار فريدمان في حوار مع قناة سي بي سي " مساء أمس أن الجدل السياسي الحالي بين القوي السياسية يعكس المنافسة التي تعزز العملية الديموقراطية وتصب في مصلحة البلاد والجميع وأن تنتهي لخطوط وبرامج تفصيلية في التعليم والصحة مؤكدأنه متفائل من تحسن الأوضاع عقب الثورة في مصر موضحا أن التشاؤم يرجع إلي التقلبات وتحرك الأمور بين الصعود والهبوط . وقال فريدمان أن الجميع يشعر في مرحلة مابعد الثورة حاليا بأنه تم تمكينه فالأخوان يشعرون بأنه تم تمكينهم بخوض الانتخابات وتحقيق الأعلبية في البرلمان لأول مرة بعد 80 عاما من تأسيس جماعتهم كما أن الشباب يشعر بأنه تم تمكينه لأنه قام بالثورة موضحا أن جميع القوي السياسية تشعر بأنه تم تمكينها لأنها أصبحت تلعب في ملعب مفتوح يتيح لها إمكانية الصعود وحيث اصبح الجميع يشغر بأن لديه قوة وطالب بتظافر جميع القوي السياسية في مصر من أجل مصلحة البلاد . وقال الكاتب السياسي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن العملية ليست قوة المؤسسة العسكرية ولا قوة الأخوان ولاقوة الليبراليين ولكن قوة الجهود الجماعية لخلق المستقبل المنشود واعتبر أن المشاورات الرسمية علي مستوي اللقاءات الرسمية والدبلوماسية بين مصر والولاياتالمتحدة لاتكفي للحكم علي الأمور معتبرا أن تلك المشاورات الرسمية سطحية للحكم ولاتكفي وقال أنه يشعبر بالانبهار بما حققه الشعب المصري وأن يريد أن يعرف جماعات الاخوان بشكل أكثر عمقا فقد سمعنا عنهم كثيرا وعلينا معرفتهم أكثر .وأضاف أن التحدي الاساسي أمام الاسلامين في مصر هو أنهم ليس لديهم الثروات النفطية التي توافرت لهم في ايران والسعودية التي وضعتها في تحقيق مشروع النهضة فيما منعت أفكار المحافظين في طهران من تحقيق ذلك .وقال أن مصر لديها واقع مختلف ووضع الاسلامين في مختلف عن ايران والسعودية مشيرا إلي الواقع الاقتصادي الصعب في مصر وحيث المنافسة شرسة مع دول مثل الهند والصين مؤكدا أنه لا أحد ينظر للأخر بما يعني ألايتوقع مساعدة من أحد. وحذر فريدمان من أن التأخر والعطلة في بدء الانتاج ليس في مصلحة مصر وعلي الجميع التحرك بأقصي درجات التلاحم وقال أن ادارة المؤسسات الاقتصادية تحتاج لموارد بشرية ورأس مال وعمل جماعي واستثمارات فما بالك بالدول . وحول الحوار بين الاخوان وأمريكا؛قال فريدمان أن التقي مسئولا بالاخوان يشيد بالسفيرة الأمريكية وبجون كيري رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بما يؤكد وجود تواصل بينهم وكلاهما غريبان عن بعضهم وأكد أن الحوار الحقيقي بينهما لم يبدأ بعد وخاصة أن أمريكا تعلم تماما دروس الفشل متوقعا حدوث تصادمات وتناحر ثم التوصل لاتفاق مشيرا إلي أن وجود الرئيس باراك أوباما في الرئاسة فرصة كمنفتح يعتبر فرصة للحوار مع الاسلاميين . وحول مخاوف أمريكا من الاسلاميين ؛أكد فريدمان أن الأهم والخوف الأكبر هو الانهيار الاقتصادي وعدم تحقيق الانتعاش للإقتصاد المصري مؤكدا أن الاسلاميين والليبراليين لايعنون العالم بشئء ومحذرا من أن الانهيار الاقتصادي يقود للإنهيار السياسي وأن كل شيء مرتبط بفرص الانتعاش الاقتصادي بما فيه الاستقرار السياسي .وقال أن الاخوان أكدوا أنهم لن يسعوا لإلغاء معاهدة كامب ديفيد مالما تقوم اسرائيل بإلغائها وأن الاخوان أكدوا أنهم لايسعوا لإلغاء الاتفاقية وتحمل كل طرف مسئولياته والتزاماته. وقال أن تصويت 99 % من الناخبين للأخوان علي ثقة أنهم سيوفرون لهم فرص العمل ورعاية صحية وتعليم أفضل وأن هذه الأماني ترتبط بألام مسبقة للمواطنيين في مصر لكن علينا الانتظار لنري ما سيفعله الاخوان لتحقيق مطالب الناس .وقال أن مبارك أبلغ الولاياتالمتحدة أن تختار ما بينه وبين الاخوان .واعتبر ان الجيش والمؤسسة العسكرية احد دعائم الانتقال السلمي للسلطة والديموقراطية.