هو آخر من تبقى على قيد الحياة من محاكمات نورنبرج الشهيرة، تلك المحاكمات التى جرت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية لمحاكمة مجرمى حرب القيادة النازية فى نوفمبر 1945 بقصر العدل بالمدينة الألمانية «نورنبرج»، فقد كان العقيد الأمريكى بنيامين فيرنيز هو المدعى العام بتلك المحكمة التى شكلها الحلفاء، عمره الآن 97 عاما، ورغم مرور 72 عاما على هذه المحاكمات إلا انه لا يزال يذكر تفاصيلها بدقة واعترافات ال22 متهما الذين شملتهم المحاكمات، رغم وجود المئات من المدانيين وفقا له المتهمين بالنازية والتصفيات العرقية التى طالت كل الأجناس والأعراق غير الأمانية بمن فيهم الغجر الرحل، ومنذ هذا التاريخ وهو يعيش فى منزله ب«نيو روشيل» فى نيويورك وقد كرس حياته للحديث عن دعم «القانون» والمساواة والعدالة الإنسانية. وقد وصف فيرنيز سلوك وتصريحات الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب ضد المسلمين وقراره بترحيل أو منع المسلمين من دخول أمريكا، وصفها بالخطر، وقال إن ترامب بهذا يعود بالتاريخ إلى الوراء، وتساءل: كيف يكون لرئيس أمريكا الان ان يكون متخلفا جدا. ولد فيرنيز فى ترانسيلفانيا عام 1920 وانتقل مع اسرته إلى نيويورك وعمره 10 أشهر حيث نشأ فى حى مليء بالجريمة، وكان عليه ان يخوض حربا خاصة لاثبات وجوده بين المراهقين لإثبات جدارته ووجوده، وقد فعل ذلك من خلال الفوز فى منحة للدراسة بكلية الحقوق فى جامعة هارفارد، و بعد تخرجه انضم إلى كتيبة مدفعية مضادة للطائرات بالجيش الأمريكى، وشارك فى اكبر المعارك بأوروبا ضد الألمان، واخترق الدفاعات الألمانية على خطوط ماجينو وسيجفريد عبر نهر الراين، ثم شارك فى تحرير المعتقلين بمعسكرات الاعتقال الألمانية، ويقول إن ما رأه فى معسكرات الاعتقال يطارده حتى هذا اليوم، كانت هناك جثثا ملقاة لا يمكن معرفة اصحابها إن كانوا أحياء أم أمواتا، تجد بعضهم يتحرك ويتوسل رافعا لك يده لتساعده، الفئران ترتع حولهم والزواحف من الحشرات، وكانت كل الاوبئة منتشرة والأمراض أنها تجربة مرعبة لا توصف، وعندما انتهت الحرب تم اختياره كمدعى عام لمحكمة نورنبرج وكانت وظيفة بعيدة تماما عن عمله. وعن محاكمات نورنبرج يقول: كنت أنظر إلى المجرمين النازيين، فارى الجحيم فى عيونهم، اعترفوا بأن ثمن الذخيرة كانت لديهم أثمن من حياة اى شخص غير ألمانى، فكانوا يجعلون الأم تحتضن طفلها، ثم يطلقون الرصاصة على الطفل لتخترقه إلى صدر الأم، وبذلك يوفرون رصاصة، ويقتلون اثنين برصاصة واحدة. ويصادف هذا العام الذكرى السنوية ال75 للحرب العالمية الثانية، ويقول إنه بعد هذه العقود من انتهاء هذه الحرب يشهد الغرب عدة انهيارات، منها التصويت فى بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبى، المواجهات بين الأممالمتحدة مع سوريا وحلفائها حول الفظائع التى ارتكبت فى الحرب السورية مرورا بأزمة اللاجئين الهائلة انتهاء بانتخاب الأمريكيين لدونالد ترامب رئيسا لهم، ويؤكد أن كل هذا مؤشرات على أن الأمن والسلام والأمن غير مستقر منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، رغم ذلك يؤكد أن كل هذا لا يثبط من عزيمته ويقول : أنا دائما على بينة من البدائل التى يمكن أن ألجأ إليها فى محاولة منى لتحسين هذا الواقع.