بالرغم من أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اشتهر بقوته وعنترية تصريحاته اللاذعة، التي كان لها إسهام كبير في صعوده لحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أنه منذ توليه حكم واشنطن في يناير الماضي، بدأت وعوده تتبخر في السماء، وعادت معظم توعداته للخلف. التراجع الدائم ل"ترامب" عن وعوده ظهر جليًا في رصد لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية منذ يومين، والذي شمل 282 وعدًا وقرارًا إتخذها وقطعها "ترامب" على نفسه خلال حملته الانتخابية، ولم يقم بتنفيذها بل تراجع عنها امام العالم. "الصين" حين تولى "ترامب" الرئاسة، بدأ أولى أزماته مع الصين، إذ تفاجىء العالم بإجرائه اتصالًا مع رئيسة تايوان لبحث التعاون بينهما، بالرغم من وجود قطيعة بين أمريكاوتايوان قاربت الأربعين عامًا، لكون واشنطن أولى الدول التي اعترفت بمبدأ "الصين الواحدة"، وعدم الاعتراف بانفصال تايوان عن بكين. منذ ذلك الاعتراف ببكين عام 1978 قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع في 1979، حتى جاء "ترامب" للحكم وأقبل على تلك الخطوة، التي احتجت عليها بكين رسميًا، وحثت خارجيتها أمريكا على توخي الحذر في التعامل مع تايوان لتجنب أي اضطراب غير ضروري للعلاقات الثنائية. وفي أعقاب التقارير الإعلامية التي أشارت إلى مخاطر إغضاب الصين، غرد "ترامب" غير عابئًا بقوله: "من المثير كيف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبيع تايوان معدات عسكرية بمليارات الدولارات، وبالمقابل ينبغي علي ألا أرد على اتصال للتهنئة". ولم يمر كثيرًا حتى عاد "ترامب" في لهجة حديثه عن الصين، إذ تراجع وأجرى اتصالًا مع الرئيس الصينى "شي جين بينج"، فى محاولة منه لتحسين علاقاته مع جمهورية الصين الشعبية، وأكد "ترامب" أن المحادثة كانت ودية للغاية. وأوضح ترامب، أنه ناقش مع الرئيس شى، الكثير من الموضوعات خلال المحادثة الهاتفية الطويلة التى تعد الأولى بين الزعيمين، مضيفًا أن الصين الموحدة والولاياتالمتحدة تمضيان فى طريق تحقيق التوافق بشكل كبير فيما بينهما. "جدار المكسيك" القرار ليس الأول، فقد سبق ل"دونالد" أثناء الانتخابات أن أطلق وعدًا برسم الحدود الأمريكية، وبناء جدار كبير بطول حدود أمريكاوالمكسيك يمتد على مسافة 3,200 كيلو مترًا ويمر بولايتي كاليفورنيا وتكساس. ليس ذلك فحسب بل ألزم الرئيس الأمريكي جمهورية المكسيك بضرورة المشاركة في تكلف الجدار، بالرغم من أن الرئيس المكسيكى "إنريكيه بينيا نييتو"، مؤكدًا أن بلاده لن تتحملها. إلا أن تصريحاته عقب الفوز بالرئاسة الأمريكية بدت متذبذبة إلى حد كبير، فقال خلال مقابلة له إن هناك أماكن لا نحتاج أن نبنى بها جدارًا، لأنها تضم جبالًا أو أنهارًا واسعة، ولكننا سنبني جدارًا حقيقيًا لنمنع عبور المخدرات وسنسمح للأشخاص أن يعبروا ولكن بشكل شرعي، وسنوقف ما يحدث فى بلدنا لأنه سيء". وهو ما دفع شبكة "فوكس نيوز" التأكيد على أن تصريح الرئيس الأمريكي الأخير ليس له نفس الجدية، لاسيما مع تأكيده أن الجدار لن يكون جدارًا كاملًا ولكن ستخلله سياج وفقًا للشبكة. "التغطية الصحية" "أوباما كير" كانت المحطة الثالثة التي غيّر فيها "ترامب" وعوده، حينما قرر أثناء الانتخابات إلغاء برنامج الرعاية الصحية الذي كان أقره الرئيس السابق "باراك أوباما"، وقال وقتها: "سوف نفعل ذلك بسرعة كبيرة ونلغي البرنامج لأنه كارثة كبرى". وبعد فوزه بالانتخابات، كشف ترامب أنه سيقوم فقط بإصلاح البرنامج، مع الحفاظ على بعض عناصره، وذلك بعد لقاء جمعهما، قال فيه الأمريكي الحالي :"سأدرس مقترحاته، وسأفعل ذلك احترامًا له، وبرنامج أوباما كير سيتم تعديله". "الاتفاق النووي الإيراني" كان الإتفاق النووي، محط إهتمام "ترامب" المرشح والرئيس على حد سواء، فالأول هدد أثناء الانتخابات الرئاسية بتمزيق الإتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن مع الجمهورية الإيرانية والقوى الكبرى المعروف باسم "5+1"، فور توليه السلطة، بدعوى أنه يحرر طهران من أي قيود على برنامجها النووي. إلا أن "ترامب" الرئيس كان له رأيًا آخر، ظهر عقب فوزه بالرئاسة الأمريكية، إذا أكد أن كلمة "تمزيق" تعتبر مبالغة قوية، وأن الإدارة الأمريكية عازمة على مراجعة الإتفاق النووي فقط، وعدم القيام بإلغائه كاملًا إلا بعد مراجعة الدول المشاركة في الإتفاق. "هيلاري كلينتون" وتلقت المرشحة الخاسرة "هيلاري كلينتون" واحدة من تناقضات وتراجعات الرئيس الأمريكي، الذي هدد بتطبيق حكم الإعدام عليها حال فوزه بالرئاسة بسبب قضية تسريب البريد الإلكتروني أثتاء توليها وزارة الخارجية الأمريكية. وعقب فوزه أكد "ترامب"، أن التحقيقات تعثرت، مشيرًا إلى أن التحقيق مع "كلينتون" ليس ضمن قائمة أولوياته الحالية. "حلف الشمال الأطلسي" ومن إيران إلى حلف شماء الأطلسي، الذي لم تختلف سياسة "ترامب" تجاهه وانتقلت من الغضب إلى اللين والتراجع، فقد أكد "ترامب" المرشح للرئاسة الأمريكية أن بلاده قد تسحب دعمها لتحالف الشمال الأطلسي، وأن الجيش الأمريكي مستعد للانسحاب من كوريا الجنوبية، في حال لم تدفع سيول قيمة مالية أكثر. لكن موقف "ترامب" الرئيس الأمريكي تغير، بعدما أفاد مكتب الرئيس الكوري الجنوبي أنه تعهد بالتزامه بالدفاع عن كوريا الجنوبية في إطار التحالف القائم، وأكد بعدها الرئيس الأمريكي أن بلاده لن تنسحب من دعم التحالف نظرًا لتوتر المنطقة.