عن دار " الرواق " للنشر صدر قبل أيام كتاب جديد للزميل مصطفى عبيد الكاتب الصحفى بجريدة الوفد بعنوان " الفريق سعد الشاذلى العسكرى الأبيض ". يُمثل الكتاب ترجمة تفصيلية لمشوار حياة الفريق سعد الشاذلى منذ مولده فى ابريل عام 1922 وحتى وفاته فى فبراير 2011. يكشف الكتاب أسرارا جديدة حول ملابسات خلافات الفريق الشاذلى مع الرئيس أنور السادات أثناء حرب اكتوبر، ويُقدم أدلة حقيقية تنفى مسئولية الرجل عن ثغرة الدفرسوار عام 1973 . كما يُقدم تفاصيل العبقرية العسكرية للفرق الراحل خلال حربى يونيو 1967 والاستنزاف 1967-1970 . كما يعرض الكتاب من خلال محاورات عديدة مع أصدقاء وبنات وأحفاد الفريق الشاذلى المحطات الرئيسية فى حياته وكيفية إعداده لخطة المآذن العالية فى حرب أكتوبر عام 1973 وكيف تم تشويه دوره لحساب قائد الطيران حسنى مبارك؛ بالإضافة لاستعراض لفترة عمل الشاذلى كسفير لمصر فى لندن، ثم فى لشبونة عاصمة البرتغال قبل أن يعلن معارضته للسادات بعد زيارته إلى القدس وتأسيسه لجبهة مجابهة نظام السادات، واختياره للجزائر منفى اختياريا لمدة 13 عاما . ويستعرض الكتاب تفاصيل محاكمة الفريق الشاذلى عام 1992 و أسباب إصرار مبارك ونظامه على محاكمة الفريق الشاذلى واتهامه بالخيانة وسحب نجمة سيناء منه والتى كان من بينها انتقاد سعد الشاذلى للرئيس مبارك مباشرة واتهامه بالعمالة للأمريكيين فى كتاب نشره بالجزائر عنوانه "الحرب الصليبية الثامنة" تناول موقف مصر من حرب الخليج الثانية . كما يتناول الكتاب آراء ومواقف الفريق الشاذلى من الديمقراطية والتعددية الحزبية والعمل الدبلوماسى وآراءه فى كثير من القادة والرؤساء العرب مثل القذافى والملك فهد والرئيس العراقى صدام حسين ، بالإضافة الى وجهات نظر مختلفة أبداها حول بعض الشخصيات العامة مثل موسى صبرى، وعبد الستار الطويلة، وأشرف مروان ، والشيخ عمر عبد الرحمن . ومن بين الأخطاء الشائعة التى يتناولها المؤلف بشأن الفريق الراحل أن اسمه ليس سعد الدين كما تحرص معظم الصحف والكتب على الاشارة لذلك، وإنما اسمه سعد الحسينى الشاذلى وقد أضيف لقب "الدين " فى الجزائر عندما صدرت معظم كتبه باعتبار أن المجتمع الجزائرى ليس لديه سعد أو عماد أو صلاح إلا مقرونة بكلمة " الدين " . ويعرض الكتاب كذلك لخمسة كتب أصدرها الفريق الشاذلى خلال فترة نفيه فى الجزائر هى " مذكرات حرب اكتوبر " ، " اربع سنوات فى السلك الدبلوماسى ، " الخيار العسكرى العربى " ، " الحملة الصليبية الثامنة " . ويضيف الكاتب ملف صور نادرة جدا للفريق الراحل مع زوجته وبناته وأحفاده وعدد من الشخصيات السياسية الهامة فى مصر والعالم العربى . يقول المؤلف فى مقدمة كتابه : " إن هذا الكتاب محاولة متواضعة ، من كاتب لا يمتلك التميز، إنما يمتلك الرغبة لإعادة اكتشاف سعد الشاذلى المواطن الوطنى والانسان العبقرى ، والكاتب والمحلل البارع فى السياسة والعسكرية . وحسبى ان أقصد الحق وأنحاز للحقيقة وأجلى الزيف وأضىء شمعة فى ظلام العتمة ، و أفتح نوافذ جديدة للمعرفة على هذه الشخصية النادرة .." ويؤكد هانى عبد الله مدير دار "الرواق " للنشر وهى الدار المصدرة للكتاب ، أن حياة الفريق سعد الشاذلى تستحق أكثر من كتاب ودراسة باعتباره شخصية فذة نادرة التكرار فى التاريخ المصرى . وقال إن دار " الرواق " تعمل على رد الاعتبار للشخصيات الوطنية البارزة فى اطار خطة عمل تستهدف إزالة التشويهات التى لحقت بكثير من الرموز الوطنية خلال فترة حكم الرئيس مبارك بسبب خلافها السياسى معه . وأوضح أن الكتاب تم طرح الطبعة الاولى للكتاب فى مكتبات " فيرجن بوك ستورز ، و" ديوان " و" الشروق " و" الف " و"فكرة " بالقاهرة والاسكندرية .