أكدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أن التشدد الديني للحركة السلفية من شأنه أن يوجه جماعة الإخوان المسلمين إلى طريق الليبرالية, وإن كان رغما عنها، مؤكدة على عدم قدرة الإخوان في التنفيذ الصارم للشريعة الإسلامية. وأكدت المجلة أنه في ظل تداول الانتقادات اللاذعة الموجهه للفصيلين الإسلاميين بشأن القضية الأكثر إثارة للجدل ألا وهي "قانون التشريع الإسلامي", فاتجهت المجلة لمعرفة وجهة نظر الجماعة الأكثر تشددا حول هذه القضية وظهر ذلك من خلال لقائها مع أحد ممثلي الحزبين. وأضافت المجلة أنها التقت ب "إبراهيم عبد الرحمن"، أمين حزب النور بالدقهلية, الذي تحدث قائلا: "أود أن أقول: إن السلفيين أكثر وعيا في العلوم الدينية ومعرفة المزيد عن الدين من الإخوان المسلمين, وأن هدفهم الرئيسي هو تطبيق الشريعة الإسلامية في أقرب فرصة ممكنة". وعلى الجانب الآخر, أوضحت المجلة أن الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه جماعة الإخوان المسلمين ليس في نفس الاتجاه الديني الذي يركز عليه السلفيون, مشيرة إلى أن الإخوان تأخذ حيزا من البرنامج الخاص بالجماعات الليبرالية. وأكدت المجلة على هذا من خلال حوارها مع "محمد يوسف"، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة في محافظة الدقهلية, الذي أكد على أن حزب النور يتميز بالأصولية الدينية البحتة, مشيرا إلى أن جماعة الإخوان ترى أن الدولة باعتبارها دولة مدنية ذات خلفية إسلامية تحفظ جميع الحقوق لجميع المواطنين، ويحرسه القانون والدستور، لا يمكن إحكامها من خلال المعتقدات الدينية للمواطنين, وهذا هو التناقض الصارخ مع السلفيين". وأضاف "يوسف" للمجلة, أن جماعة الإخوان تريد تطبيق الشريعة الإسلامية ولكن تدريجيا في حين أن الجماعة السلفية ستعمل على التحول الكلي لنظام الشريعة, وشدد يوسف على أن الصراع القادم بين الحركتين سيكون حادا للغاية وإذا حاول حزب النور ممارسة الضغوط المختلفة في البرلمان لتنفيذ العقوبات المنصوص عليها في القرآن والتي تشمل رجم الزناة أو قطع يد السارق, فإن الجماعة ستقف بحزم ضدهم لمنع ذلك من الحدوث, الفعل الذي سيحلله السلفيون على أن جماعة الإخوان في طريقها إلى الليبرالية. وأشار "عمار فايد", 28 عاما, ناشط في حزب الإخوان المسلمين, أثناء حواره مع المجلة إلى أن حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين, ارتكب أخطاء في التقديرات الأساسية للانتخابات, بحيث جعلها تدخل في منافسة حادة مع الجماعة السلفية المتمثلة في حزب النور واحتلالها المركز الثاني في عدد المقاعد بالبرلمان. وأضاف فايد أنه لا يمكن تجاهل صعود السلفيين ولكن على جماعة الإخوان أن تلعب دورا إيجابيا في السياسة بدلا من أن تصبح وصيا على الإسلام.