تعهدت السفيرة الأمريكية الجديدة لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي، بإعداد قائمة أسماء للدول التي تعارض مصالح الولاياتالمتحدة، وأنها "ستتخلص" من برامج الأممالمتحدة التي ترى أنها قد "عفا عليها الزمن". ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين بالأممالمتحدة - لم تسمهم - إن السفيرة الأمريكية الجديدة كانت تتحدث "بنرة حادة"، وأنها أطلقت وجهات نظر تتماشى أكثر مع تعهد إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب بإصلاح وقلب كل السياسات، من الاتفاقيات التجارية إلى اللوائح المنظمة لشئون اللاجئين وبرامج الأممالمتحدة. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن هيلي عقدت - عقب تقديمها أوراق اعتمادها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس - اجتماعا ثنائيا مع جوتيريش لمدة 20 دقيقة، لكن لم يقدم المسؤولون أي تفاصيل عما تناولته المناقشات بين جوتيريش وهيلي، إلا أن مسؤولا بالأممالمتحدة قال إن"الولاياتالمتحدة دائما ما كانت شريكا هاما للأمم المتحدة نحو الإصلاح". وأعرب بعض المسؤولين والدبلوماسيين في الأممالمتحدة - تحدثت معهم الصحيفة - أن تصريحات هيلي لم تهدئ المخاوف حول احتمالية خفض الولاياتالمتحدة تمويلها بشكل ملحوظ للعديد من برامج الأممالمتحدة، وأن تتبنى أجندة أحادية الجانب. وقالت هيلي - للصحفيين، فور وصولها مقر الأممالمتحدة أمس - "لهؤلاء ممن لا يدعموننا، نحن ندون أسماء ونحدد نقاطا للرد على ذلك وفقا لها"، متعهدة "بتغيير في طريقة عملنا بالأممالمتحدة"، مضيفة "كل ما هو صالح سنعمل على تحسينه، وكل ما هو لا يعمل سنحاول إصلاحه، وأي شيء يبدو متقادما وغير ضروري سنتخلص منه". وأشار بعض المسؤولين والدبلوماسيين في الأممالمتحدة إلى أن هيلي ظهرت - خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت سابق من يناير الجاري - كصوت معتدل، لاسيما فيما يتعلق بقضايا روسيا وتمويل الأممالمتحدة والالتزام الدولي حيال حلفاء الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة، إن هيلي لديها نفوذا كبيرا تحت تصرفها، لأن الولاياتالمتحدة تعد أكبر مساهم ماليبالأممالمتحدة، حيث تزود المنظمة الدولية ب22% من ميزانيتها التشغيلية، إضافة إلى تحملها 28% من تكاليف حفظ السلام في 16 مهمة حول العالم، تقدر بحوالي 8 مليارات دولار سنويا. وأشارت إلى أن الدبلوماسيين يوافقون - بشكل كبير - على حاجة الأممالمتحدة للإصلاح، فهي مثقلة بالروتين والإجراءات، والأمين العام الجديد جوتيريش وعد - في بداية عهده أول يناير الجاري - برفع مستوى الكفاءة من خلال إعادة التنظيم الهيكلية، فيما اعترف بعض الدبلوماسيين بأن قليلا من الكلام الحاد من الولاياتالمتحدة يمكن أن ينفع الأممالمتحدة ويجبرها على تسريع التغييرات اللازمة بشدة. لكن دبلوماسيا أوروبيا بارزا نقلت عنه الصحيفة، قال إن سفيرة أمريكابالأممالمتحدة عليها "تحقيق التوازن الصحيح. الكمية المناسبة من الضغط يمكن أن تحسن الأمور، لكن كثيرا من الضغط قد يخلق رد فعل عكسي ضد الولاياتالمتحدة".