"منين بيجي الشجن.. من اختلاف الزمن، ومنين بيجي الهوى.. من ائتلاف الهوى، ومنين بيجي السواد.. من الطمع والعناد، ومنين بيجي الرضا ..من الايمان بالقضا"، كتب هذه الكلمات الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب في مقدمة مسلسل ليالي الحلمية، وكأنه يواسي منذ سنوات جمهوره وأقاربه على وفاته، ليؤمنون بالقضاء والقدر، ويعطي لهم نصائح وخبرة الزمن عبر جمل بسيطة وكلمات رقيقة تصل إلى الجميع. وشيع منذ قليل، المئات من محبي وأقارب الشاعر، جثمانه إلى مثواه الأخير، بعد تأدية صلاة الجنازة عليه، عقب صلاة ظهر، بمسجد الفاروق بمنطقة المعادي، وسط دموع وبكاء أقاربه وجمهوره، وكان قد توفى أمس الأربعاء عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض، وذلك في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، ليسطر بذلك آخر القصائد في حياته. والتف العشرات من المواطنين أمام المسجد منذ صباح اليوم انتظارًا لجثمان الشاعر وتأدية صلاة الجنازة عليه، ووصل قبل صلاة الظهر عدد كبير من الأدباء والكتاب والمخرجين ومسئولوا الدولة البارزين. وكان في مقدمة الحضور عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، وحلمي النمنم، وزير الثقافة، ومصطفى حجازي مستشار الرئيس السابق، والشاعر جمال بخيت، والدكتور عماد أبوغازي، والمخرج خالد يوسف، والمخرج مجدي أحمد علي، الفنان خالد النبوي. كما حرص على الحضور للصلاة على الراحل ووداعه، الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، وخالد عبدالجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية، والفنان صبرى فواز، والموسيقار منير الوسيمى، ومن الأدباء زين العابدين فؤاد، وإبراهيم داوود.وحمل أحد المواطنين علم مصر، وبجواره أعمال الشاعر الراحل. وقال المخرج خالد يوسف، قبل أداء صلاة الجنازة إن الراحل كان أول المناهضين لجماعة الإخوان الإرهابية، ورفض أخونة وزارة الثقافة منذ بداية توليهم الحكم في مصر، وأنه صمد 30 يوما مع الفنانين والمثقفين في اعتصام وزارة الثقافة، رغم أنه كان أكبرهم عمرا وقيمة. وولد سيد حجاب بمدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية في 23 سبتمبر 19400م، والتحق بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الإسكندرية عام 1956م، وانتقل إلى جامعة القاهرة؛ لدراسة هندسة التعدين عام 1958م. وله الكثير من القصائد الشعرية والغنائية منها، "الطوفان، وسلوا قلبي، وزي الهوا".